نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 421
كلّ صغيرة وكبيرة ، فهذا
ـ كما تعلميّن أيضاً ـ غير ثابت ، وذلك لأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله
لم يخصّهما في شيء كما خصّ غيرهما.
وأهمّ ما نلاحظه أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله لم يؤاخ بينه وبين
أحدٍ منهما ، بل لم تذكر جميع كتب السير أنّه صلىاللهعليهوآله
خصّهما في المشورة دون أصحابه ، أو أودعهما سرّه دون غيرهما من المسلمين ، أو
ولاّهما على شيء قد اختصّا به ، بل بالعكس من ذلك ، فإنّ الحقيقة هي خلاف ما
تذكرينه تماماً ، وذلك لشواهد :
أوّلاً : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله سدّ الأبواب
المشرفة على المسجد ، ومنها باب أبي بكر وعمر ، ولم يميّزهما عن غيرهما ، وأبقى
باب علي بن أبي طالب عليهالسلام
مفتوحاً.
فقد روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : ( أمّا بعد ، فإنّي
أُمرت بسدّ هذه الأبواب إلاّ باب علي ، فقال فيه قائلكم : والله ما سددت شيئاً ولا
فتحته ، ولكن أمرت بشيء فاتّبعته
) [١].
وروي أيضاً عن الإمام علي عليهالسلام أنّه قال : ( أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله بيدي ، فقال : إنّ موسى سأل ربّه أن يطهّر
مسجده بهارون ، وإنّي سألت ربّي أن يطهّر مسجدي بك وبذرّيتك ، ثمّ أرسل إلى أبي
بكر أن سدّ بابك ، فاسترجع ثمّ قال : سمعاً وطاعة ، فسدّ بابه ، ثمّ أرسل إلى عمر
، ثمّ أرسل إلى العباس بمثل ذلك ، ثمّ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي ، ولكن
الله فتح باب علي وسدّ أبوابكم
) [٢].
ثانياً : أنّه صلىاللهعليهوآله أمّر أُسامة بن زيد
على الشيخين ، وعلى جمعٍ من الصحابة ، وكان فتىً صغيراً ، ولم يقدّم الشيخين في
هذا الجيش؟
[١] المستدرك ٣ /
١٢٥ ، السنن الكبرى للنسائيّ ٥ / ١١٨ ، خصائص أمير المؤمنين : ٧٣ ، كنز العمّال ١١
/ ٦١٨ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ١٣٨ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٧٩ ، المناقب : ٣٢٧ ،
جواهر المطالب ١ / ١٨٦ ، ينابيع المودّة ٢ / ١٦٩ و ٢٣٣ و ٣٩٨.