نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 269
وعن عبد الله بن شقيق قال : ( خطبنا ابن
عباس يوماً بعد العصر حتّى غربت الشمس وبدت النجوم ، وجعل الناس يقولون : الصلاة
الصلاة ، قال : فجاءه رجل من بني تميم لا يفتر ولا ينثني ، الصلاة الصلاة.
فقال ابن عباس : أتعلّمني بالسنّة لا
أُمّ لك؟! ثمّ قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله
جمع بين الظهر والعصر ، والمغرب والعشاء.
قال عبد الله بن شقيق : فحاك في صدري من
ذلك شيء ، فأتيت أبا هريرة فسألته ، فصدّق مقالته ) [١].
قال النوويّ : ( وأمّا حديث ابن عباس ، فلم
يجمعوا على ترك العمل به ، بل لهم أقوال : منهم من تأوّله على أنّه جمع بعذر المطر
، هذا مشهور عن جماعة من الكبار المتقدّمين ، وهو ضعيف بالرواية الأُخرى : من غير
خوف ولا مطر.
ومنهم من تأوّله على أنّه كان في غيم ، فصلّى
الظهر ثمّ انكشف الغيم وبان أنّ وقت العصر دخل فصلاّها ، وهذا أيضاً باطل ، لأنّه
وإن كان فيه أدنى احتمال في الظهر والعصر ، لا احتمال فيه في المغرب والعشاء.
ومنهم من تأوّله على تأخير الأُولى إلى
آخر وقتها ، فصلاّها فيه ، فلمّا فرغ منها دخلت الثانية فصلاّها ، فصارت صلاته
صورة جمع ، وهذا أيضاً ضعيف أو باطل ، لأنّه مخالف للظاهر مخالفة لا تحتمل ، وفعل
ابن عباس الذي ذكرناه حين خطب ، واستدلاله بالحديث لتصويب فعله ، وتصديق أبي هريرة
له وعدم إنكاره ، صريح في ردّ التأويل.
ومنهم من قال : هو محمول على الجمع بعذر
المرض أو نحوه ، ممّا هو في معناه من الأعذار ، وهذا قول أحمد بن حنبل ، والقاضي
حسين من أصحابنا ، واختاره الخطّابيّ ، والمتولّي والروياني من أصحابنا ، وهو
المختار في تأويله
[١] صحيح مسلم ٢ /
١٥٣ ، مسند أحمد ١ / ٢٥١ ، السنن الكبرى للبيهقيّ ٣ / ١٦٨ ، تحفة الأحوذيّ ١ / ٤٧٥
، مسند أبي داود : ٣٥٥ ، المعجم الكبير ١٢ / ١٦٢ ، تهذيب الكمال ٩ / ٣٠٣.
نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 269