نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 236
ومن
ذلك نستنج : أنّ الإنسان مجبور ، وليس مخيّراً ، وتوجد آيات تقول غير ذلك.
ج
: ننقل لكم نصّ كلام العلاّمة الطباطبائيّ في كتابه تفسير الميزان حول تفسير قوله
تعالى ( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ
الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ... )[١].
(
وفي قوله تعالى : لا إكراه في الدين ،
نفى الدين الإجباريّ ، لما أنّ الدين وهو سلسلة من المعارف العلميّة التي تتّبعها
أُخرى عملية يجمعها أنّها اعتقادات ، والاعتقاد والإيمان من الأُمور القلبية التي
لا يحكم فيهاالإكراه
والإجبار ، فإنّ الإكراه إنّما يؤثّر في الأعمال الظاهريّة ، والأفعال والحركات
البدنية المادّية.
وأمّا الاعتقاد القلبيّ فله علل وأسباب
أُخرى قلبية من سنخ الاعتقاد والإدراك ، ومن المحال أن ينتج الجهل علماً ، أو
تولّد المقدّمات غير العلميّة تصديقاً علميّاً ، فقوله : لا إكراه في الدين ، إن
كان قضية إخبارية حاكية عن حال التكوينأنتج
حكماً دينيّاً بنفي الإكراه على الدين والاعتقاد ، وإن كان حكماً إنشائياً
تشريعيّاً كما يشهد به ما عقبه تعالى من قوله :( قَد تَّبَيَّنَ
الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ )،
كان نهياً عن الحمل على الاعتقاد والإيمان كرهاً ، وهو نهي متّك على حقيقة
تكوينيّة ، وهي التي مرّ بيانها أنّ الإكراه إنّما يعمل ويؤثّر في مرحلة الأفعال
البدنية دون الاعتقادات القلبية.
وقد بيّن تعالى هذا الحكم بقوله :( قَد
تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ )،
وهو في مقام التعليل ، فإنّ الإكراه والإجبار إنّما يركن إليه الآمر الحكيم
والمربّي العاقل في الأُمور المهمّة ، التي لا سبيل إلى بيان وجه الحقّ فيها ،
لبساطة فهم المأمور ورداءة ذهن المحكوم ، أو لأسباب وجهات أُخرى ، فيتسبّب الحاكم
في حكمه بالإكراه ، أو الأمر بالتقليد ونحوه.
وأمّا الأُمور المهمّة التي تبيّن وجه
الخير والشرّ فيها ، وقرّر وجه الجزاء الذي