وقال تعالى حكاية عن أولاد يعقوب : ( قَالُواْ
يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ قَالَ سَوْفَ
أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )[٢].
وربما يقول قائل : إنّ هذا جائز في حال
الحياة ، أمّا بعد الممات فلا ، لكونه شركاً بالله تعالى.
فيقال : إنّ الشيء لا ينقلب عمّا هو
عليه ، وإذا كان جائزاً ، فلا فرق سواء كان في حياته أو بعد مماته ، إذ أنّ النبيّ
آتاه الله الدرجة الرفيعة ، وهو الوسيلة إلى الله في الدنيا والآخرة ، فلا بدع لو
توسّل به المؤمن في كلّ يوم ، وقال : يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله.
وروي عن عثمان بن حنيف أنّه قال : ( أنّ
رجلاً ضرير البصر أتى النبيّ صلىاللهعليهوآله
، فقال : أدع الله أن يعافيني. فقال صلىاللهعليهوآله
: ( إن شئتَ أخّرت لك وهو خير ، وإن شئتَ دعوت ). قال : فادعه.
فأمره صلىاللهعليهوآله
أن يتوضّأ فيحسن وضوءه ، ويصلّي ركعتين ، ويدعو بهذا الدعاء : اللهم إنّي أسألك
وأتوجّه إليك بمحمّد نبيّ الرحمة ، يا محمّد إنّي توجّهت بك إلى ربّي في حاجة هذه
لتقضى ، اللهم شفّعه فيّ.
قال ابن حنيف : فو الله ما تفرّقنا ،
وطال بنا الحديث ، حتّى دخل علينا كأن لم يكن به ضرّ ) [٣].
قال الرفاعيّ الوهابيّ المعاصر : ( لا
شكّ أنّ هذا الحديث صحيح ومشهور ، وقد ثبت فيه بلاشكّ ولا ريب ارتداد بصر الأعمى
بدعاء رسول الله ).
[٣] سنن ابن ماجة ١
/ ٤٤١ ، مسند أحمد ٤ / ١٣٨ ، مستدرك الحاكم ١ / ٣١٣ ، الجامع الصغير ١ / ١٨٣ ،
المعجم الكبير ٩ / ٣١ ، تاريخ مدينة دمشق ٥٨ / ٣٧٥ ، سبل الهدى والرشاد ١٢ / ٤٠٧.
نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 219