نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 137
فقد ورد في صحيحة
هشام بن سالم ، عن الإمام الصادق عليهالسلام
قال : ( لمّا خطب
إليه ، قال له أمير المؤمنين عليهالسلام : إنّها صبية ، قال :
فلقي العباس ، فقال له : ما لي؟ أبي بأس؟ قال : وما ذاك؟ قال : خطبت إلى ابن أخيك
فردّني ، أما والله لأعورنّ زمزم ، ولا أدع لكم مكرمة إلاّ هدّمتها ، ولأقيمنّ
عليه شاهدين بأنّه سرق ، ولأقطعنّ يمينه ، فأتاه العباس فأخبره ، وسأله أن يجعل
الأمر إليه ، فجعله إليه ) [١].
فالعاقل يقدّم هنا الأهمّ على المهمّ ، فلو
امتنع الإمام عليهالسلام
سبّب امتناعه مفسدة ، وإن وافق مكرهاً لم يكن فيه جور إلاّ عليه خاصّة ، مع سلامة
أُمور المسلمين ، فقدّم هذا على ذلك ، وإلاّ فهو عليهالسلام
ذاك الغيور الشجاع الذي لا يخاف في الله لومة لائم ، وهو الذي لا يبالي أوقع على
الموت أو وقع الموت عليه ، وهو الشاهر سيفه لله وفي الله ، كما حدث في قتاله
الناكثين والمارقين والقاسطين.
وأمّا اعتراضهم علينا بقولهم : لماذا
يترك علي الأمر لعمّه مع وجوده؟ وهل هناك فرق بين أن يزوّجها علي مباشرة ، وبين أن
يتولّى العباس ذلك؟ فنقول :
إنّه عليهالسلام
فعل هذا ليكون أبلغ في إظهار الكراهة ، وليثار هذا السؤال عند الناس : لماذا لم
يحضر عليّاً؟ ولماذا ترك أمرها لعمّه؟ هل حدث شيء؟ وهذا الأسلوب هو أحد آليّات
الكفاح ، وقد سبق أن استخدمته الصدّيقة الزهراء عليهاالسلام
، حيث أوصت أن تُدفن ليلاً ، ويُخفى قبرها ، ليبقى هذا السؤال قائماً أبد الآبدين
: أين قبر بنت الرسول صلىاللهعليهوآله؟
وأمّا قولهم : إنّ ما روي عند الشيعة في
أمر هذا الزواج ، من أنّ ذلك ( فرج غصبناه ) يردّ عليه : أنّها جملة مخجلة تخدش
الحياء ، ولا تخرج من إنسان مهذّب ، وأنّها تعني أنّ الزواج لم يتمّ بأسلوب شرعيّ
، ولم يتمّ بقبول والدها ووليّها الشرعيّ ، ولا بقبولها أيضاً ، بل تمّ الأمر
استبداداً وجبراً ، فنقول :
لا نعلم السبب في تعليق القائل : إنّها
جملة مخجلة ، هل أقلقته تلك الكلمة ،