نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 136
والغرض من هذا التطويل ، إنّما هو تبيين
زيف مدّعى القوم في ترسيم صورة وهمية ، وبزعمهم ودّية بين القوم وبين الإمام علي عليهالسلام ، فأيّ صلة ، وأيّ
علاقة ودّية بعد هذا يا أخي؟!
وأمّا استدلال بعض فقهاء الشيعة بهذا
الزواج على جواز نكاح الهاشميّة من غير الهاشميّ ، كما قال ذلك الشهيد الثاني في
المسالك ، ممّا جعل الخصم يحتجّ به في المقام ، فيرد عليه :
أنّ الشهيد الثاني كان في صدد بيان حكم
شرعيّ فقهيّ بحت في النكاح ـ كما سنبيّن ذلك ـ ولم يكن بصدد إظهار رأي كلامي حول
هذا الزواج ، لا سلباً ولا إيجاباً ، بل إنّما اتخذه كأصل موضوعيّ ، واستشهد به.
ذكر المحقّق الحلّيّ في الشرائع في كتاب
النكاح : أنّ الكفاءة شرط في النكاح ، وهي التساوي في الإسلام ، فعقّب على ذلك
قائلاً : ويجوز انكاح الحرّة العبد ... والهاشميّة غير الهاشميّ ، وبالعكس.
فشرح الشهيد الثاني كلامه قائلاً : لمّا
تقرّر أنّ الكفاءة المعتبرة في التناكح هي الإسلام أو الإيمان ، ولم يجعل الحرّية
وغيرها من صفات الكمال شرطاً ، صحّ تزويج العبد للحرّة ، والعربية للعجميّ ، والهاشميّة
لغيره ، وبالعكس ، إلاّ في نكاح الحرّ الأمة ، ففيه ما مرّ.
وكذا أرباب الصنائع الدنية ـ كالكنّاس
والحجام ـ بذوات الدين من العلم والصلاح ، والبيوتات من التجّار وغيرهم ، لعموم
الأدلّة الدالّة على تكافؤ المؤمنين بعضهم لبعض ... ، وزوّج النبيّ صلىاللهعليهوآله ابنته عثمان ، وزوّج
ابنته زينب بأبي العاص بن الربيع ، وليسا من بني هاشم ، وكذلك زوّج علي عليهالسلام ابنته أُمّ كلثوم
من عمر ... وخالف ابن الجنيد منّا ....
فهذا الكلام كما ترى ، رأي فقهيّ بحت ، لا
ربط له بمدّعى القوم ، ولا يثبت إلاّ أصل الزواج دون كيفيّته ، وما حدث حوله.
وأمّا القول بأنّ عليّاً ذاك الشجاع البطل
الغيور ، فكيف يكره ويجبر على تزويج ابنته؟ فنقول : إنّ الشجاعة شيء ، ورعاية
المصلحة العامّة شيء آخر ،
نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 136