وأجاب بأنّه وإن كان كذلك فهو من ثقات الرواة ، ونقل عن الشيخ في مواضع من كتبه أنّ الإماميّة مجمعة على العمل بروايته ورواية عمّار ومن ماثلهما من الثقات ، ولم يقدح بالمذهب في الرواية مع اشتهارها ، وكتب جماعتنا مملوءة من الفتاوى المسندة إلى نقله ، فلتكن هذه كذلك ، انتهى.
واعترض عليه المحقّق الشيخ محمّد بأنّ الإجماع على العمل بروايته لا يقتضي توثيقه.
قلت : الأصحاب لا يجمعون على العمل برواية غير الثقة ، لما مرّ في الفوائد وإبراهيم بن هاشم وغيره ، مع أنّ ظاهر العبارة إجماعهم على العمل [١] من حيث الاعتماد عليهم لا لقرائن أخر ، مع أنّ هذا غير مختصّ بهؤلاء ، بل جميع الضعفاء والمجاهيل كذلك.
إلاّ أن يقال : إنّ جميع رواياتهم ثابتة من الخارج ، ولذا أجمعوا ، فمع أنّه تعسّف ، روايتهم [٢] حينئذ حجّة ، بل وأولى من رواية كثير من الثقات.
ورواية إبراهيم وإكثاره عنه يشير إلى العدالة ، بعد ملاحظة نشره [٣] حديث الكوفيّين بقم ، وإخراجهم الراوي عن الضعفاء منها.
وقال جدّي : يغلب في الظن أنّه كان إماميّا ، لكن كان مشتهرا بين العامّة ومختلطا بهم ، لكونه من قضاتهم ، وكان يتّقي منهم ، لأنّه روى عنه 7 في جميع الأبواب ، وكان 7 لا يتّقي منه ، وكان يروي عنه 7 جلّ ما يخالف العامّة [٤].
[١] في التعليقة زيادة : بروايتهم. [٢] في المصدر : وهذا مع ما فيه من التعسف فروايتهم. [٣] في نسخة « ش » : نشر. [٤] روضة المتيقن : ١٤ / ٥٩.