نام کتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم نویسنده : الأعرجي، ستار جبر حمّود جلد : 1 صفحه : 127
أو الإشارة أو القذف في الروع أو أي شيء غير التكليم ، فنص الآية واضح الدلالة على أن المراد (أن هذا الكلام هو من جنس الكلام المعقول لدينا الذي يشتق من التكلم ، على خلاف ما قال به بعض المفسرين والمتكلمين [١] ، وكون التكليم من وراء حجاب من جنس الكلام المعقول لدينا ، لايقصد به أنه من نوع كلامنا ، وإنّما هو تكليم على نحو خاص ، لأنّ الكلام لايصدر عنه تعالى عن حد ما يصدر منا ، بخروج الصوت من الحنجرة واعتماده على مقاطع النفس مع ما ينظم إليه من دلالة اعتبارية وضعية متعارف عليها ، وذلك لأنّه تعالى غني عن ذلك ، فهو أجلُّ شأنا وأنزه ساحة من أن يتجهز بالتجهيزات الجسمانية أو يستكمل بالدعاوى الوهمية الاعتبارية) [٢]. قال تعالى : « .. لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ .. » [٣].
وقد أكد أمير المؤمنين الإمام علي 7 هذا المعنى في قوله : «لا يشبه شيء من كلامه تعالى كلام البشر ، فكلام اللّه تبارك وتعالى صفته ، وكلام البشر أفعالهم ، فلا تشبه كلام اللّه بكلام البشر فتهلك وتضل» [٤].
أما الحجاب الذي يكون التكليم من ورائه ، فيكاد يكون أهم أسباب الخلاف في مسائل التجسيم والرؤية ، وتكاد الآراء فيه تتبلور في ما يلي :
١ ـ من المفسرين من ذهب إلى أن المراد بالحجاب في الآية أن يكون الكلام مخصوصا بالمكلم وحده ، ومحجوبا عن غيره.
[١] انظر : التبيان ٣ : ٣٩٤. [٢] الميزان / الطباطبائي ٢ : ٣٣١. [٣] سورة الشورى : ٤٢ / ١١. [٤] انظر : التوحيد / الصدوق : ٢٦٤.
نام کتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم نویسنده : الأعرجي، ستار جبر حمّود جلد : 1 صفحه : 127