نام کتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم نویسنده : الأعرجي، ستار جبر حمّود جلد : 1 صفحه : 128
قال السدي : (من وراء حجاب) ، أن يحجبه عن إدراك جميع الخلق ، إلاّ عن المكلّم الذي يسمعه [١]. وأيد الجبائي ذلك ، واستدل عليه بتكليم موسى 7 ، فهو تعالى (حجب ذلك عن جميع الخلق إلاّ موسى 7 وحده في كلامه إياه أولاً ، فأما كلامه في المرة الثانية ، فإنّه إنّما سمع ذلك موسى والسبعين الذين كانوا معه ، وحجب عن جميع الخلق سواهم) [٢]. ويتوصل الجبائي من ذلك إلى أن الحجاب هنا كان للكلام الذي هو ما حجب عن الناس.
٢ ـ وذهب مفسرون آخرون كالقاضي أبيبكر الباقلاني وغيره إلى أن الحجاب في الآية يراد به حجب المتكلم عن النظر إلى الباري تعالى ، فالمكلّم يسمع الكلام ولا يرى المتكلّم [٣].
وهذا الرأي والذي سبقه ليسا بشيء ، لانطلاقهما من أصول فاسدة كما لا يخفى.
٣ ـ وقال السيد الشريف المرتضى أن الحجاب جائز أن يصرف إلى غيره تعالى ممن يجوز عليه ، وينزّه الباري عن مثل ذلك فيجوز أن يكون المراد هنا أنه تعالى يفعل الكلام في جسم محتجب عن المكلم غير معلوم له على التفصيل (فيسمع المخاطب الكلام ولايعرف محله على طريق التفصيل) [٤].
٤ ـ ورأي آخر قال به السيد الشريف المرتضى أيضا بأن الحجاب جائز أن يراد به البعد والخفاء ونفي الظهور وعبارة عما تدل عليه الدلالة ، فكأن