responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم نویسنده : الأعرجي، ستار جبر حمّود    جلد : 1  صفحه : 126

وإذا أنعمنا النظر في نص الآية المبينة للتكليم في قوله تعالى : « وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللّه إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ... » [١] مع الاستعانة بالآيات الأخرى التي يرد فيها ذكر هذا التكليم الخاص ، تتبلور أمامنا ملاحظتان يمكن من خلالها فهم خصوصيته وهما :

١ ـ إن هذه الصورة من التكليم مباينة لجميع الصور والصيغ الأخرى ، فالتكليم من وراء حجاب ، هو وحي أيضا إلاّ أنه أخص من مطلق الوحي ، بدلالة تمييزه تعالى له بالذكر مخصوصا في مقام بيان بعض من أوحي إليه من الأنبياء في سورة النساء قوله تعالى : «إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ» إلى قوله تعالى : «وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّه مُوسَى تَكْلِيماً» [٢] ، فخصّ التكليم من سائر الوحي لمن ذكر ، وأما من لم يذكر في القرآن من الأنبياء ، فهم وإن كانوا جميعا قد (كلمهم اللّه تعالى بواسطة الوحي) [٣]. إلاّ أن هذا التكليم تضمن استماع الصوت بلا واسطة الوحي.

٢ ـ يتأكد من خلال الآيات أنَّ هذا الكلام المكلّم به من وراء حجاب والذي كان لموسى 7 هو كلام حقيقي تنتفي عنه أية نسبة إلى الصور البلاغية من استعارة أو تشبيه أو مجاز ... إلخ ، وما يؤكد هذا المعنى الإتيان بالمصدر (تكليما) وهو توكيد لفظي مؤكد لحدوث الفعل ، إضافة إلى أنه مفيد لتحقيق النسبة ورفع توهم المجاز.

كما أن هذا التحديد والتوكيد مبعد لاحتمالات أن يكون الكلام بالإلهام


[١] سورة الشورى : ٤٢ / ٥١.

[٢] سورة النساء : ٤ / ١٦٣ ـ ١٦٤.

[٣] مجمع البيان / الطبرسي ٦ : ١٤١.

نام کتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم نویسنده : الأعرجي، ستار جبر حمّود    جلد : 1  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست