بالضم الغصن
المتفرع منها ، وقيل : الشعبة ما بين الغصنين والقرنين ، والطائفة من الشيء وطرف
الغصن ، والمراد هنا فروع الصبر وأنواعه أو أسباب حصوله « على الشوق والإشفاق
» وفي سائر الكتب
والشفق والزهد ، وفي المجالس والزهادة والترقب ، الشوق إلى الشيء نزوع النفس إليه
وحركة الهوى ، والشفق بالتحريك : الحذر والخوف كالأشفاق ، والزهد ضد الرغبة « والترقب » الانتظار أي انتظار الموت ومداومة ذكره وعدم الغفلة عنه ،
ولما كان الصبر أنواع ثلاثة كما سيأتي في بابه الصبر عند البلية والصبر على مشقة
الطاعة ، والصبر على ترك الشهوات المحرمة ، وكان ترك الشهوات قد يكون للشوق إلى
اللذات الأخروية ، وقد يكون للخوف من عقوباتها جعل بناء الصبر على أربع ، على
الشوق إلى الجنة ، ثم بين ذلك بقوله
:
فمن
اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات أي نسيها وصبر على تركها ، يقال : سلا عن الشيء أي نسيه ، وسلوت عنه سلوا
كقعدت قعودا أي صبرت ، وعلى الإشفاق عن النار ، وبينها بقوله : ومن أشفق من
النار رجع عن المحرمات ، وفي المجالس والتحف عن الحرمات ، وفي النهج اجتنب المحرمات ، ويمكن أن تكون
الشهوات المذكورة سابقا شاملة للمكروهات أيضا.
وعلى الزهد وعدم
الرغبة في الدنيا وما فيها من الأموال والأزواج والأولاد وغيرها من ملاذها
ومألوفاتها ، وبينها بقوله : ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصائب ، وفي بعض النسخ
والكتابين : المصيبات.
وفي النهج : استهان
بالمصيبات أي عدها سهلا هينا واستخف بها ، لأن المصيبة حينئذ بفقد شيء من الأمور
التي زهد عنها ولم يستقر في قلبه حبها وعلى ارتقاب الموت وكثرة تذكره وبينها بقوله : ومن راقب
الموت سارع إلى الخيرات ، وفي الكتابين ومن ارتقب ، وفي النهج : في الخيرات.
ثم إن تخصيص الشوق
إلى الجنة والإشفاق من النار بترك المشتهيات والمحرمات مع أنهما يصيران سببين لفعل
الطاعات أيضا إما لشدة الاهتمام بترك المحرمات
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 7 صفحه : 315