أربعا هي الحكمة
والعفة والشجاعة والعدل أشار إليها واستعار لها لفظ الدعائم باعتبار أن الإيمان
الكامل لا يقوم في الوجود إلا بها ، كدعائم البيت فعبر عن الحكمة باليقين ،
والحكمة منها علمية وهي استكمال القوة النظرية بتصور الأمور والتصديق بالحقائق
النظرية والعملية بقدر الطاقة البشرية ، ولا تسمى حكمة حتى يصير هذا الكمال حاصلا
لها باليقين والبرهان ، ومنها عملية وهي استكمال النفس بملكة العلم بوجوه الفضائل
النفسانية الخلقية ، وكيفية اكتسابها ووجوه الرذائل النفسانية وكيفية الاحتراز
عنها واجتنابها ، وظاهر أن العلم الذي صار ملكة هو اليقين وعبر عن العفة بالصبر.
والعفة هي الإمساك
عن الشره في فنون الشهوات المحسوسة وعدم الانقياد للشهوة وقهرها وتصريفها بحسب
الرأي الصحيح ، ومقتضى الحكمة المذكورة ، وإنما عبر عنها بالصبر لأنها لازم من
لوازمه ، إذ رسمه أنه ضبط النفس وقهرها عن الانقياد لقبائح اللذات.
وقيل : هو ضبط
النفس عن أن يقهرها ألم مكروه ينزل بها ، ويلزم في العقل احتماله أو يلزمها حب
مشتهى يتشوق الإنسان إليه ، ويلزمه في حكم العقل اجتنابه حتى لا يتناوله على غير
وجهه ، وظاهر أن ذلك يلازم العفة وكذلك عبر عن الشجاعة بالجهاد لاستلزامه إياها
إطلاقا لاسم الملزوم على لازمه.
والشجاعة هي ملكة
الإقدام الواجب على الأمور التي يحتاج الإنسان أن يعرض نفسه لاحتمال المكروه
والآلام الواصلة إليه منها ، وأما العدل فهو ملكة فاضلة ينشأ عن الفضائل الثلاث
المشهورة وتلزمها ، إذ كل واحدة من هذه الفضائل محتوشة برذيلتين هما طرفا الإفراط
والتفريط منها ، ومقابلة برذيلة هي ضدها ، انتهى.
«
فالصبر من ذلك » وفي النهج منها
« على أربع شعب » الشعبة من الشجرة
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 7 صفحه : 314