responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 7  صفحه : 312

تزلف الجنة والجنة حسرة أهل النار والنار موعظة المتقين والتقوى سنخ الإيمان

______________________________________________________

تعالى : « إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ » [١] فالمراد بخشية الموت خشية ما بعد الموت أو يخشى نزول الموت قبل الاستعداد له ولما بعده ، فقوله : وبالموت تختم الدنيا كالتعليل لذلك لأن الدنيا التي هي مضمار العمل تختم بالموت فلذا يرهبه لحيلولته بينه وبين العمل والاستعداد للقاء الله لا لحب الحياة واللذات الدنيوية والمألوفات الفانية « وبالدنيا تجوز القيامة » هذه الفقرة أيضا كالتعليل لما سبق أي إنما ترهب الموت لأن بالدنيا والأعمال الصالحة المكتسبة فيها تجوز من أهوال القيامة وتخرج عنها إلى نعيم الأبد بأن يكون على صيغة الخطاب من الجواز ، وفي بعض النسخ بصيغة الغيبة أي يجوز المؤمن أو الإنسان ، وفي بعضها يجاز على بناء المجهول وهو أظهر ، وفي بعضها يحاز بالحاء المهملة من الحيازة أي تحاز مثوبات القيامة وعلى التقادير فالوجه فيه أن كل ما يلقاه العبد في القيامة فإنما هو نتائج عقائده وأعماله وأخلاقه المكتسبة في الدنيا ، فبالدنيا تجاز القيامة أو تحاز.

ومنهم من قرأ تحوز بالحاء المهملة أي بسبب الدنيا وأعمالها تجمع القيامة الناس للحساب والجزاء فإن القيامة جامع الحلبة كما مر ، وفي التحف تحذر القيامة وكأنه أظهر.

« وبالقيامة تزلف الجنة » أي تقرب للمتقين كما قال تعالى : « وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ » [٢] وفي المجالس : وتزلف الجنة للمتقين وتبرز الجحيم للغاوين ، وقال البيضاوي « وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ » بحيث يرونها من الموقف فيتبجحون [٣] بأنهم المحشورون إليها « وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ » فيرونها مكشوفة ويتحسرون على أنهم المسوقون إليها ، وفي اختلاف الفعلين ترجيح لجانب الوعد ، انتهى.


[١] سورة فاطر : ٢٨.

[٢] سورة ق : ٣١.

[٣] تبجّح به : فرح.

نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 7  صفحه : 312
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست