«
والنار نقمته » أي نصيب من تأخر ولم يحصل له استحقاق للسبقة أصلا النار ، زائدا عن الحسرة
والحرمان « والتقوى
عدته » ناظر إلى قوله :
كامل العدة ، لأن التقوى تنفع في أشد الأحوال وأعظمها وهو القيامة كما أن العدة من
المال وغيره تنفع صاحبها عند الحاجة إليها.
«
والمحسنون فرسانه » لأنهم بالإحسان والطاعات يتسابقون في هذا المضمار ، فبالإيمان « يستدل على الصالحات
» إذ تصديق الله
ورسوله وحججه يوجب العلم بحسن الأعمال الصالحة وكيفيتها من واجبها وندبها ، وقيل :
لأن الإيمان منهج الإسلام وطريقه ولا بد للطريق من زاد يناسبه ، وزاد طريق الإسلام
هو الأخلاق والأعمال الصالحة ، فيدل الإيمان عليها كدلالة السبب على المسبب وقيل :
أي يستدل بوجوده في قلب العبد على ملازمته لها ، انتهى.
وكأنه حمل الكلام
على القلب وإلا فلا معنى للاستدلال بالأمر المخفي في القلب على الأمر الظاهر ، نعم
يمكن أن يكون المعنى أن بالإيمان يستدل على صحة الأعمال وقبولها فإنه لا تقبل
أعمال غير المؤمن ، وهذا معنى حسن لكن الأول أحسن « وبالصالحات يعمر الفقه » لأن العمل يصير سببا لزيادة العلم كما أن من بيده سراجا
إذا وقف لا يرى إلا ما حوله وكلما مشى ينتفع بالضوء ويرى ما لم يره كما ورد : من
عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم ، وقد مر أن العلم يهتف بالعمل فإن أجاب
وإلا ارتحل عنه ، وقيل : الفقرتان مبنيتان على أن المراد بالعمل الصالح ولاية أهل
البيت عليهمالسلام كما ورد في تأويل كثير من الآيات ، وظاهر أن بالإيمان
يستدل على الولاية ربها يعمر الفقه لأخذه عنهم.
«
وبالفقه يرهب الموت » أي كثرة العلم واليقين سبب لزيادة الخشية كما قال
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 7 صفحه : 311