الظاهر نصب الحي
والقيوم أيضا فالكل أوصاف للجلالة ، وعلى الثاني : فالظاهر رفع الكل أما لكونها
أوصافا للضمير على مذهب الكسائي إذ المشهور بين النحاة أن الضمير لا يوصف ، وأجاز
الكسائي وصف ضمير الغائب في نحو قوله تعالى «
لا إِلهَ
إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
» وقولك مررت به المسكين ،
والجمهور يحملون مثله على البدلية إذ يجوز الإبدال من ضمير الغائب اتفاقا ، ويحتمل
نصب الأولين ورفع ذو على المدح ، كما أنه في الأول يحتمل رفع الأولين ونصب ذا على
المدح. قال البيضاوي : في قوله تعالى « ذُو الْجَلالِ
وَالْإِكْرامِ » ذو الاستغناء المطلق والفضل العام.
وقال الطبرسي (ره)
: « ذُو الْجَلالِ » أي ذو العظمة والكبرياء ، واستحقاق الحمد والمدح بإحسانه
الذي هو في أعلى مراتب الإحسان ، وإنعامه الذي هو أصل كل إنعام ، «
وَالْإِكْرامِ » يكرم أنبياءه
وأولياءه بألطافه وإفضاله مع عظمته وجلاله ، وقيل : معناه أنه أهل أن يعظم وينزه
عما لا يليق بصفاته كما يقول الإنسان لغيره ـ أنا أكرمك عن كذا وأجلك عنه ـ كقوله «
أَهْلُ التَّقْوى » أي أهل أن يتقى.
وقال الراغب :
الجلالة عظم القدر والجلالة بغير الهاء التناهي في ذلك ، وخص بوصف الله تعالى فقيل
: « ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ » ولم يستعمل في غيره والجليل العظيم القدر ووصفه تعالى بذلك
أما لخلقه الأشياء العظيمة المستدل بها عليه ، أو لأنه يجل عن الإحاطة به ، أو
لأنه يجل عن أن يدرك بالحواس ، وقال : الكرم إذا وصف الله تعالى به فهو اسم
لإحسانه وإنعامه المتظاهر نحو ـ إن ربي غني كريم ـ والإكرام والتكريم أن يوصل إلى
الإنسان إكرام أي نفع لا يلحقه فيه غضاضة ، أو جعل ما يوصل إليه شريفا كريما وقوله
: ذو الجلال والإكرام منطو على المعنيين ، انتهى وقيل : الجلال إشارة إلى الصفات
السلبية والإكرام
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 12 صفحه : 216