«
وقال الله » قيل : هذا بيان
لعظمة ذكر القلب بوجهين : الأول أن في تتمة الآية «
وَدُونَ
الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ » وتقديم ذكر القلب على القول يدل على رجحان عظمة ذكر القلب
، والثاني تخصيص التضرع والخيفة بذكر القلب يدل على أن عمدة التضرع والخيفة فيه لا
في ذكر اللسان ، وقوله
: فلا يعلم ، تفريع ويحتمل
البيان.
وقال في مجمع
البيان « وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ » خطاب للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والمراد به عام ، وقيل : هو خطاب لمستمع القرآن ، والمعنى
« واذكر ربك في نفسك بالكلام من التسبيح والتهليل والتحميد ، وروى زرارة عن أحدهما
عليهماالسلام قال : معناه إذا كنت خلف إمام تأثم به فأنصت « وسبح » في
نفسك يعني في ما لا يجهر الإمام فيه بالقراءة ، وقيل : معناه واذكر نعمة ربك
بالتفكر في نفسك وقيل : أراد ذكره في نفسك بصفاته العليا وأسمائه الحسنى «
تَضَرُّعاً وَخِيفَةً » يعني بتضرع وخوف
يعني في الدعاء ، فإن الدعاء بالتضرع والخوف من الله تعالى أقرب إلى الإجابة وإنما
خص الذكر بالنفس لأنه أبعد من الرياء عن الجبائي
« وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ » معناه ارفعوا أصواتكم قليلا فلا تجهروا بها جهارا بليغا
حتى يكون عدلا بين ذلك كما قال : « وَلا تَجْهَرْ
بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها » وقيل : إنه أمر للإمام أن يرفع صوته في الصلاة بالقراءة مقدار ما يسمع من
خلفه عن ابن عباس « بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ » أي بالغدوات والعشيات ، والمراد به دوام الذكر واتصاله
وقيل : إنما خص هذين الوقتين لأنهما حال فراغ الناس عن طلب المعاش فيكون الذكر
فيهما ألصق بالقلب « وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ » عما أمرتك به من الدعاء والذكر.
وقيل : إن الآية
متوجهة إلى من أمر بالاستماع للقرآن والإنصات وكانوا إذا سمعوا القرآن رفعوا
أصواتهم بالدعاء عند ذكر الجنة والنار ، وفي الآية دليل
نام کتاب : مرآة العقول نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 12 صفحه : 142