القرون الوسطى محي الدين العربي وتلميذاه القونوي. [١]
والقيصري [٢] فجعلوها فناً من الفنون والمؤلّفات الضخام كالفتوحات المكية وغيرها ، والمتون الختصرة كالفصوص والنصوص التي شرحها ونقحها صدر الدين القونوي ، وانتشرت وعند عرفاء القرون الوسطى من العرب كابن الفارض وابن عفيف التلمساني [٣] وغيرهما ، ومن الفرس كثير لا يحصى عددهم كالعطّار [٤] والهاتف [٥] والجافي [٦] واضرابهم واحسن من أبدع فيها نظماً العارف التبريزي الشبستري في كتابه المعروف ( كلشن راز ) وخلاصة هذه النظرية أنّ تلك الطائفة لمّا ارادوا ان يبالغوا ويبلغوا أقصى مراتب التوحيد الذي ما عليه من مزيد ، وان لا يجعلوا للحق شريكا لا في الربوبية كما هو المعروف عند ارباب الاديان بل نفوا الشريك له حتى في الوجود فقالوا لا موجود سوى الحق ، وهذه الكائنات من المجرّدات والماديّات من أرضين وسماوات ، وما فيها من الأفلاك والانسان والحيوان والنبات بل العوالم باجمعها كلها تطوراته وظهوراته وليس في الدار غيره ديّار ، وكل ما نراه أو نحسّ به أو نتعقله لا وجود له ، وانّما الوجود والموجود
[١] ابوالمعالي صدر الدين محمّد بن اسحق الشافعي القونوي صاحب التصانيف توفى سنة ( ٦٧٣ ه ). [٢] داود بن محمود الرومي الساوي نزيل مصر صاحب شرح فصوص الحكم القبصري توفى سنة ( ٧٥١ ه ). [٣] شمس الدين محمّد بن سليمان بن علي المعروف ب ( ابن العفيف التلمساني ) وب ( الشاب الظريف ) ؛ شاعر مترقق مقبول الشعر ولد سنة ( ٦٦١ ه ) وتوفى سنة ( ٦٦٨ ه ) ، الاعلام ، ج ٣ ، ص ٩٠٢. [٤] فريد الدين محمّد بن ابراهيم النيشابوري المعروف ب ( الشيخ العطار ) صاحب الاشعار والمصنفات في التوحيد والمعارف توفى سنة ( ٦٢٧ ه ). [٥] الهاتف هو السيد احمد الاصفهاني الشاعر المشهور توفى سنة ( ١١٩٨ ه) والهاتفي هو المولى عبد الله ابن اخت الجامي توفى سنة ( ٩٢٧ ه ). [٦] المولى عبدالرحمن الجامى الدشتي الصوفي النحوي المنتهى نسبه الى محمّد بن الحسن الشيباني وهو صاحب شرع الكافية في النحو توفى سنة ( ٨٩٨ ه ) ، وقد يطلق الجامي على ابي نصر احمد بن محمّد البجلي المعروف ( زنده پـيل ) احد مشايخ الصوفية توفى حدود سنة ( ٥٣٦ ه ).