responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جنّة المأوى نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 194

بعثتهم ولكن شمول الادلة لاثبات العصمة حتى لآدم الذي هو بدء الخليقة واول التكوين ولم تكن هناك أمة أرسل الى هدايتها وارشادها ولا دعوة قام باعباءها. نعم شمول الادلة لوجوب عصمة مثله مشكل ، وشمول العصمة حتى لمثل هذا الذنب اشكل وصدور المعصية منه بمعناها الحقيقى لايمنع منه العقل ويشهد به النقل ، ولكن علمائنا الاساطين ولاسيما السيد المرتضى والمفيد رضوان الله عليهم أبوا الاّ تنزيهه عن المعصية كتنزيه سائر الانبياء حتى الصغار منهم وتأويل كل ما ورد في الكتاب الكريم مما هو كالنص في صدورها منه مثل قوله تعالى : وعصى آدم ربه فغوى [١] ونظائرها كثيرة.

نعم كافة الامامية نزّهوا آدم عن المعصية ولعلّهم ارادوا أن يكونوا لأبيهم ابناء بررة ، ولا يعقّونه كما عقّه سائر المسلمين بل وغيرهم بل أفرط بعض الفلاسفة الأدباء من حكماء الاسلام حتى الى أعباء مسئولية جميع ابنائه عليه ، فهذا الفيلسوف ابن شبل البغدادي [٢] في قصيدته الكونية المشهورة التي يقول في أولها :

بربك أيها الفلك المدار

أقصد ذا المسير أم اضطرار


دلت على عصمة الانبياء عليهم‌السلام من الكبائر والصغائر من اول عمرهم الى آخره قبل بعثتهم وبعدها فما ورد من الآيات القرآنية او بعض الآحاد من الاحاديث الشريفة وظاهرها نسبة الذنب اليهم لابد من تأويلها ورفع اليد من ظاهرها كما نرفع اليد عن ظاهر بعض الايات الشريفة الظاهرة في التجسيم والتشبيه ورؤية الله تعالى وامثالها المخالفة للادلة العقلية والنقلية المحققة ولذا لاينبغي التأمل في انه لابد من تأويل تلك الايات الشريفة.

وقد تحقق في محله ان ظواهر القرآن الكريم حجة مالم يدل على خلافها من العقل او النقل واذا دل دليل على الخلاف فنرفع اليد من الظواهر والله العاصم.

[١] سورة ٢٠ آية : ١٢١.

[٢] حسين بن عبدالله بن شبل البغدادي المتوفى بها سنة : (٤٧٥) ه‌ من رجال الادب والفلسفة والطب والشعر له قصائد مشهورة عالية انظر ترجمته في معجم الادباء لياقوت الحموي و « لغت نامه » لدهخدا ومعجم ادباء الاطباء للنطاسي الاديب الشاعر الكبير ميرزا محمّد الخليلي النجفي = وغيرها.

نام کتاب : جنّة المأوى نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست