وزاد فيلسوف المعرّة [١] على ذلك في عدة مقاطيع من لزومياته بمثل قوله مخاطبا بني آدم :
أكان ابوكم آدم بالذي أتى
نجيبا فترجون النجابة للنسل
ولكن تلطف المتنبي [٢] وابدع في تقريع أبيه أبي البشر ونبزه بالمعصية حيث يقول على لسان حصانه.
ابوكم آدم سن المعاصي
وعلّمكم مفارقة الجنان
نعم والتأويل في قضية عصمة الانبياء لابد منه في القرآن ولامحيص عنه والآيات الظاهرة في ارتكاب الانبياء للمعصية كثيرة سيّما في حق نبينا سيّد الانبياء صلوات الله عليه وآله مثل :
ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخّر ، وللجميع وجوه من التأويل معقولة ومقبولة.
[١] ابوالعلاء المعري المتوفى (٤٤٩) ه [٢] ابوالطيب احمد الكوفي الشاعر المشهور ب ( المتنبي ) ولد سنة : (٣٠٣) ه كان يتحقق بولاء اميرالمؤمنين عليهالسلامتحققا شديدا وله فيه قصائد سماها العلويات توفى سنة : (٣٥٤) ه مقتولا ـ راجع الكنى والالقاب للمحدث القمي رحمهمالله ج ٣ ، ص ١١٧ ط صيدا. نقلاً عن كتاب « نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر » ومن شعره كما في الكنى والالقاب :
أبا حسن لو كان حبك مدخلي
جهنم كان الفوز عند جحيمها
وكيف يخاف النار من بات موقناً
بأن أميرالمؤمنين قسيمها
وقد نسبهما الشيخ الاعظم الشيخ البهائى قدس سره في الكشكول الى الصاحب بن عباد رحمهالله تعالى مع تغيير يسير في بعض الفاظهما ـ انظر ص ٢٠٠ طبعة سنة ١٢٩٦ ه ق والله العالم.