responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جنّة المأوى نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 147

الشعير ويلبسون الصوف فليس لأنهم كانوا لا يتمكنون من المآكل الطيّبة والملابس الليّنة ولكنهم كانوا يحتقرون الدنيا ونعيمها الفاني ويقولون عن اهل الدنيا : اولئك قوم عجلت لهم طيباتهم ونحن أخرت طيباتنا ؛ ولاميرالمؤمنين عليه‌السلام في نهج البلاغة كلام من العلاء بن عاصم الذي ترك الدنيا ولبس الصوف فقال له : يا عديّ [١]نفسه لقد استهام بك الخبيث ( بمعنى الشيطان ) فقال : يا أميرالمؤمنين هذا أنت في خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك ، قال : ويحك اني لست كأنت ان الله تعالى فرض على ائمة العدل ان يقدروا انفسهم بضعفة الناس كي لايتبيّغ بالفقير فقره ، [٢] وللباقر والصادق عليهما السلام مع سفيان الثوري واصحابه من متقشفة ذلك العصر ومتّصفة تلك الايام حيث كانوا يعترضون على الائمة عليهم‌السلام اذا وجدوا عليهم بعض الملابس الفاخرة قائلين : ان جدّكم رسول الله وأميرالمؤمنين صلوات الله عليهما ما كانوا يلبسون هذه الملابس ؟ فيقول لهم الامام : ذاك حيث ان الزمان قلّ اما اذا درت الدنيا أخلافها فأولى الناس بها أولياء الله أو ما هو بهذا المضمون ، وللرضا عليه‌السلامكلام عال شريف في هذا الموضوع. ولقد كان لاميرالمؤمنين عليه‌السلامفي المدينة من الضياع والبساتين والمزارع كعين أبي نيزر والبغيبغة وغيرها ما يدرّ كل سنة بألوف الدنانير ، وقد أوقفها جميعاً في سبيل الله وكان يضرب بالمسحاة بيده في عقار له لاحرصا على الدنيا والاموال ولكن حرصا على الانفاق في سبيل الله والاحسان على الضعفاء من عباد الله [٣] وكانت قنية تلك الاثواب الثمينة تمسّ ورع


[١] عدي تصغير عدو.

[٢] نهج البلاغة ، ج ١ ، ص ٤٢٣ ، ط مصر ، شرح ابن ابي الحديد ، ج ٣ ، ص ١١١ ، ط مصر.

[٣] قال السيد الاعظم السيد رضي الدين بن طاووس الحسني قدس‌سره في كتابه القيّم « كشف المحجة » ما هذا لفظه :

واعلم يا ولدي محمّد ... ان جماعة ممن ادركتهم كانوا يعتقدو ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله جدك محمّد واباك عليا

نام کتاب : جنّة المأوى نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست