responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جنّة المأوى نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 146

حرمة المخالطة ولو سلمنا تنازلا بحرمة المخالطة فأيُّ منافاة بهذا لما أبديناه واريناه من ان حمله لنسائه واولاده استماتة في سبيل الكرامة والشرف ، فان حمله لهن لايستلزم الخالطة بوجه والا لما جاز لامرأة تسافر من محل الى آخر أبداً.

وأغرب من ذلك بل وأعجب جداً قولك : وهناك شيء آخر يخضع للنقد الشخصى وهو ان الخمسة اثواب ... يزيد ثمن الواحد منها على مأة ليرة عثمانية لاتتوافق اقتنائها مع دواعي الزهد التي كانت متجسمة في أبيه وجدّه سيد الرسل الى آخر من افضت به وافدت في هذه الناحية ، وكأنك تحسب ان الزهد هو الفقر والفلاكة وعدم الوجدان ، وان الغناء والثروة تنافي الزهد ؟ لا يا عزيزي حقيقة الزهد هو عدم الحرص على المال وعدم المبالات في الدنيا وان يكون وجود المال وعدمه عنده سواء ؛ وقد جمع الله الزهد في كلمتين : لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ولا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ [١] وحقيقة الزهد لاتظهر ولاتتجلّى الا مع توفر النعم وغزارة المال وبذله وعدم الحرص والتعفف عن رذيلة الشحّ والبخل : ومَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُلئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ [٢] أما الفقير المعدم الذي لايجدو لايملك شيئا فأي زهد له ؟ وأي فضيلة له بذلك الزهد القهري وقد سئل الحسن البصري : أنت أزهد أم عمر بن العزيز وهو خليفة المسلمين ، فقال : عمر بن عبد العزيز أزهد مني لانه وجد فعفّ وتمكن فكفّ ولعل الحسن لو وجد وتمكن لأستخف وأكل فأسرف.

وأما رسول الله واميرالمؤمنين صلوات الله عليهما وآلهما حيث كانوا يأكلون


للرجال وقيل الجاهلية الاولى ما قبل الاسلام والجاهلية الثانية حال من عمل في الاسلام بعمل اولئك فهذه الامور كلها مما ادب الله تعالى به نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله صيانة لهن وسائر نساء المؤمنين مرادات بها (اه‌) انظر احكام القرآن ، ج ٣ ، ص ٤٤٣ ط مصر.

[١] سورة ٥٧ آية : ٢٣.

[٢] سورة ٥٩ آية : ٩ ، سورة ٦٤ آية : ١٦.

نام کتاب : جنّة المأوى نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست