كما أنه تعالى قد تعرض لحالة العجب بالنفس في حنين، فقال: لَقَدْ نَصَرَكُمُ اَللّٰهُ فِي مَوٰاطِنَ كَثِيرَةٍ وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً [2].
بينما نجد بني قينقاع مغرورين بقوتهم و شوكتهم، حتى قالوا له: لو حاربناك لتعلمن: أنا نحن الناس. فأوعدهم اللّه بالهزيمة و الخذلان. و صدق اللّه وعده، فزاد ذلك من يقين المؤمنين و تصميمهم، و من ذل الكافرين و خزيهم.
ز: الاستجابة لابن أبي:
و إن استجابة النبي «صلى اللّه عليه و آله» لابن أبي في بني قينقاع، كانت تهدف إلى الحفاظ على الجبهة الداخلية من التصدع. و لولا ذلك فلربما كان ينتهي الأمر إلى النزاعات المكشوفة، و المواجهات العلنية، الأمر الذي لم يكن في صالح الإسلام و المسلمين في تلك الفترة؛ فإن الإبقاء على العلاقات الحسنة مع المنافقين في تلك الظروف كان أمرا ضروريا؛ لكسب أكبر عدد منهم في المستقبل، عن طريق التأليف و الترغيب، و كذلك من أبنائهم، ثم توفير الطاقات لعدو أشد و أعتى.
كما أن إجلاء بني قينقاع، كما يعتبر ضربة روحية و نفسية لغيرهم من اليهود، كذلك هو يعتبر إضعافا لابن أبي و من معه من المنافقين. فخسران