نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 8 صفحه : 43
الأعداء متحقق على كل تقدير.
ح: بنو قينقاع تحت الأضواء:
و أما لماذا تجرأ بنو قينقاع على نقض العهد، فالظاهر:
أن ذلك يرجع: إلى غرورهم و اعتدادهم بشجاعتهم، و بكثرتهم، و لعلهم كانوا يتوقعون نصر حلفائهم من الخزرج لهم، كما يظهر من قولهم له «صلى اللّه عليه و آله» : لتعلمن أنا نحن الناس.
ثم هناك اعتمادهم على ما يملكونه من خبرة عسكرية، و معرفة بالحرب، و قد عبروا عن ذلك أيضا بقولهم له «صلى اللّه عليه و آله» : لا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب. و إلا، فإننا لا نرى مبررا لأن تعلن قبيلة واحدة الحرب على كثير من القبائل في المدينة، إن كانت لا تملك شيئا من مقومات النصر المحتمل. و لكن كثرتهم و خبرتهم الحربية لم تغن عنهم شيئا، كما أن حلفاءهم من الخزرج لم يفعلوا لهم شيئا، لأن المؤمنين منهم تخلوا عنهم، لأن الوفاء لهم خيانة لعقيدتهم و مبدئهم و إيمانهم، الذي يبذلون أرواحهم في سبيل الحفاظ عليه.
و أما المنافقون منهم فلم يتمكنوا من نصرهم، بسبب ما قذف اللّه في قلوبهم من الرعب، و كون ذلك سوف يتسبب لهم بانشقاقات و خلافات داخلية.
و أقصى ما استطاع ابن أبي أن يقدمه لهم، هو أن يمنع من استئصالهم، مع الاكتفاء بإجلائهم إلى مناطق بعيدة لن يمكنهم الصمود فيها أكثر من سنة، و ليواجهوا من ثم الفناء و الهلاك.
و أما لماذا لم يهب اليهود لنصرة بني قينقاع، فإن ذلك يرجع إلى أنه قد
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 8 صفحه : 43