نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 8 صفحه : 41
إلا أن يقال: إن الحجاب قد كان موجودا في الجاهلية.
أو يقال: صحيح إن فرض الحجاب و إيجابه قد كان في سنة خمس، أو بعدها، لكن الالتزام بالحجاب، على اعتبار أنه محبوب و مطلوب للّه، و أمر راجح و حسن قد كان قبل ذلك بسنين. و ذلك اتباعا لتوجيهات النبي «صلى اللّه عليه و آله» ، و ترغيباته، و دعواته إلى ذلك، إذ لا يبعد أن يكون تشريع الحجاب قد جاء تدريجا؛ لتتقبله النفوس، و تألفه العادة.
و لا سيما إذا لاحظنا: أنه ربما كان أمرا صعبا على نساء الجزيرة العربية، اللواتي يعشن في جو حار جدا، كما هو معلوم.
و على كل حال، فإن هذا الأمر يحتاج إلى تحقيق، و لسوف نتحدث عنه بشيء من التفصيل فيما يأتي إن شاء اللّه تعالى.
و: الغرور و الإيمان:
إننا نلاحظ: أنه «صلى اللّه عليه و آله» حتى حينما انتصر على المشركين في بدر ذلك الانتصار الباهر و الساحق، و كذلك حينما انتصر عليهم في غيرها من المواقف الصعبة، فإنه لا ينسب انتصاراته إلى نفسه، أو إلى جيشه.
و لا يسمح لنفسه بأن تتوهم: أنها هي التي انتصرت بالقوة، و العدة، و العدد، أو بالعبقرية الحربية؛ لأنه يعلم أن الانتصار الذي سجل في بدر مثلا، لم يكن في المقاييس المادية انتصارا.
و إنما هو معجزة إلهية، لا يمكن لأحد أن يحترم نفسه إلا أن يذعن إلى هذه الحقيقة، و يسلم بها. و هذا هو ما قرره اللّه تعالى بقوله: وَ لَقَدْ نَصَرَكُمُ
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 8 صفحه : 41