responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 8  صفحه : 209

هذا السبيل، تحتاج إلى شحن و إثارة من جديد.

فلا عجب إذا، أن يستأذن بعض المسلمين في قتل آبائهم المنحرفين، الذين يحاربون دين اللّه تعالى، و إنما العجب من أن لا يفعلوا ذلك؛ لأنهم حينئذ يكونون قد خالفوا مقتضى فطرتهم، و ما يحكم به عقلهم السليم.

هذا الحكم الذي أيده و أكده الإسلام، دين الفطرة [1]؛ حين قال في القرآن الكريم: قُلْ إِنْ كٰانَ آبٰاؤُكُمْ وَ أَبْنٰاؤُكُمْ وَ إِخْوٰانُكُمْ وَ أَزْوٰاجُكُمْ وَ عَشِيرَتُكُمْ وَ أَمْوٰالٌ اِقْتَرَفْتُمُوهٰا وَ تِجٰارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسٰادَهٰا وَ مَسٰاكِنُ تَرْضَوْنَهٰا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اَللّٰهِ وَ رَسُولِهِ وَ جِهٰادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتّٰى يَأْتِيَ اَللّٰهُ بِأَمْرِهِ وَ اَللّٰهُ لاٰ يَهْدِي اَلْقَوْمَ اَلْفٰاسِقِينَ [2].

2-و أما سر أن النبي «صلى اللّه عليه و آله» لم يأذن لهم بقتل آبائهم، فقد قدمنا بعض ما يفيد في ذلك حين الكلام عن وحشي، قاتل حمزة، حيث أخبروه: أن محمدا لا يقتل أصحابه.

و نزيدهنا: أن نفس قتل الولد لوالده ليس أمرا طبيعيا، و لا ينسجم مع مشاعر و نفسية الإنسان العادي، الذي لم يترب تربية إلهية، و لم ينصهر في حب اللّه تعالى.

نعم، إذا أخلص ذلك الإنسان للّه، و انقطعت كل علائقه المادية الأرضية؛ فإنه حينئذ يرى ذلك أمرا ضروريا، و ينساق إليه بعقله، و بفطرته، و بعاطفته


[1] راجع كتابنا: دراسات و بحوث في التاريخ و الإسلام ج 2 بحث: الحب في التشريع الإسلامي.

[2] الآية 24 من سورة التوبة.

نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 8  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست