نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 6 صفحه : 331
و غزوة ذي أمر كانت-كما يقولون-في أوائل السنة الثالثة للهجرة.
و من غير المعقول: أن يحتفظ «صلى اللّه عليه و آله» بآيات تبقى معلقة في الهواء-إلى عدة سنوات-ثم يجعلها في سورة نزلت حديثا.
ثانيا: إن الآية تذكر:
1-أن «قوما» قد هموا بأن يبسطوا أيديهم إلى المسلمين، و دعثور شخص واحد، و لم نعهد إطلاق كلمة «قوم» على الواحد.
و قول البعض: إن قوله تعالى: لاٰ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ [1]، يشمل سخرية فرد من فرد، لا يصح؛ لأنه إنما يشمله بالملاك، لا بالظهور اللفظي، و الآية التي نحن بصددها إنما هي إخبار عن حادث وقع، و ليس فيها شمول ملاكي، كما هو ظاهر.
إلا أن يقال: إن نسبة ذلك إلى القوم باعتبار رضاهم بفعل دعثور هذا و هو كما ترى.
2-و من جهة أخرى فإنها قد عبرت عن النبي «صلى اللّه عليه و آله» بضمير الجمع، و لم نعهد التعبير عن الرجل الواحد بضمير الجمع إلا في مقام التعظيم، و بضرب من التجوز.
و هو هنا يمتن على المسلمين جميعا بأن اللّه قد صرف عنهم من هموا ببسط أيديهم إليهم، و لو كان المقصود هو النبي «صلى اللّه عليه و آله» فقط، فلماذا يعبر عنه بضمائر الجمع؟
و قد يجاب عن ذلك: بأن ذهابه «صلى اللّه عليه و آله» ، و فقده، يكون