نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 6 صفحه : 330
أصبحت تعتبر حربها مع النبي و المسلمين حربا مصيرية، و معركتها معه معركة حياة أو موت. و لم يكن ذلك ليخفى على النبي «صلى اللّه عليه و آله» ، فكان دائما على استعداد لكل طارئ، و يتتبع كل تحركات العدو بدقة متناهية، و قد طوقهم من جميع الجهات تقريبا.
و يكفي أن نذكر هنا قول صفوان بن أمية لقريش: «إن محمدا و أصحابه قد عوروا علينا متجرنا؛ فما ندري كيف نصنع بأصحابه؟ و هم لا يبرحون الساحل. و أهل الساحل قد وادعوهم؛ فما ندري أين نسكن. و إن أقمنا في دارنا هذه أكلنا رؤوس أموالنا، فلم يكن لنا بقاء. و حياتنا بمكة تقوم على التجارة إلى الشام في الصيف، و الى الحبشة في الشتاء» [1].
و: مناقشة قضية دعثور:
و أما قصة دعثور مع الرسول الأعظم «صلى اللّه عليه و آله» ؛ فإننا و إن كنا لا نستبعد وقوعها. .
و لكن قولهم: إن آية: إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ. . [2]قد نزلت في هذه المناسبة، لا يصح. و ذلك:
أولا: إنه إذا كان المراد: أن الآية قد نزلت مباشرة حين وقوع قضية دعثور، كما هو ظاهر التفريع بالفاء.
فيرد عليه: أن الآية في سورة المائدة، و هي قد نزلت في أواخر حياته «صلى اللّه عليه و آله» مرة واحدة.