أضف إلى ذلك: أن ما نقل عن النبي «صلى اللّه عليه و آله» لا يعقل أن يصدر منه، فإن هذه الأبيات لم تكن لتغير من تصميمه، و هو يمتثل أمر اللّه، و لا يعمل إلا حسب ما يقتضيه التكليف الواجب.
و لعل المقصود هو تلطيف الجو بالنسبة للمنتسبين إلى عقبة، و إعادة شيء من الاعتبار إليهم عن هذا الطريق.
مصير الباقين من الأسرى:
قالوا: و لما رأى الأنصار ما جرى للنضر و لعقبة، خافوا أن يقتل «صلى اللّه عليه و آله» جميع الأسارى، فقالوا: يا رسول اللّه، قتلنا سبعين، و هم قومك و أسرتك أتجذ أصلهم؟ هبهم لنا يا رسول اللّه، و خذ منهم الفداء و أطلقهم.
و كان أبو بكر يرجح أخذ الفداء أيضا، و قال: أهلك، و قومك، استأن بهم، و استبقهم، و خذ فدية تكون لنا قوة على الكفار.
أو قال: هؤلاء بنو العم، و العشيرة، و الإخوان.
فكره النبي «صلى اللّه عليه و آله» أخذ الفداء حتى رأى ذلك سعد بن معاذ في وجهه، فقال: يا رسول اللّه، هذه أول حرب لقينا فيها المشركين، و الإثخان في القتل أحب إلينا من استبقاء الرجال.
و قال عمر: يا رسول اللّه، كذبوك، و أخرجوك؛ فقدمهم و اضرب