responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 6  صفحه : 132

سبحانه، و عظمته و جلاله، و إحاطته و قدرته، و حكمته و تدبيره، ثم معرفته بصدور الأمر و النهي، مع عمق الإيمان لديه بالمعاد، و بالعقاب و الثواب.

نعم، إن ذلك كله، بالإضافة إلى ما قدمناه، يجعل من الإقدام على فعل المعصية و القبيح أمرا غير متصور و لا مقبول لحصول المنافرة و المضادة بينه و بينها، و لأجل ذلك فإننا إذا عرفنا شخصا و وقفنا على كل حالاته، و ملكاته، و قدراته، و أفكاره، و طموحاته، فإننا لا نصدق عليه ما ينسب إليه من أفعال لا تتناسب مع ما عرفناه عنه. و كلما تأكد لدينا رسوخ ذلك في نفسه، و في فكره، و اطلعنا على مستوى قدراته؛ فإن تصديقنا بصدور ما لا ينسجم مع ذلك يصبح أبعد و أصعب.

و بعدما تقدم، فإنه إذا كان الإنسان في صدد الابتعاد عن القبيح، و الالتزام بالحسن؛ فإن التوفيقات الإلهية، و العنايات الربانية سوف تشمله. وَ لَيَنْصُرَنَّ اَللّٰهُ مَنْ يَنْصُرُهُ [1]، إِنْ تَتَّقُوا اَللّٰهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقٰاناً [2]، وَ اَلَّذِينَ اِهْتَدَوْا زٰادَهُمْ هُدىً وَ آتٰاهُمْ تَقْوٰاهُمْ [3].

و لسوف يختار اللّه من هؤلاء الثلة أكملهم عقلا، و أفضلهم نفسا، و أجمعهم لخصال الخير و الكمال، و لكن علمه تعالى بهم، و اختياره لهم ليس فيه جبر لهم على أي شيء من فعل أو قول كما هو واضح.

و عليه؛ فلا يلزم من العصمة الجبر و القهر، بحيث يكون المعصوم غير


[1] الآية 40 من سورة الحج.

[2] الآية 29 من سورة الأنفال.

[3] الآية 17 من سورة محمد.

نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 6  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست