responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 6  صفحه : 133

قادر على فعل المعصية تكوينا، بل هي بمعنى أنها لا تصدر منه، و على حسب التعبير العلمي: إنه لا يكون فيه مقتضي للمعصية، و لا توجد فيه علتها المؤثرة، بل لا يخطر في باله ارتكابها أصلا، فيستحيل صدورها منه بهذا المعنى ليس إلا.

و هذا كما نقول: يستحيل أن يرمي الطفل نفسه في النار فإنه ليس بمعنى أنه لا يمكنه ذلك، لأن ذلك مقدور له بالبداهة؛ و لكن بمعنى أنه لا يفعل ذلك و لا يقدم عليه أصلا.

و كما نقول: يستحيل أن يصدر الظلم من اللّه، و لا نقصد: أنه لا يقدر عليه، إذ لا شك في أن اللّه تعالى يقدر على تعذيب أطوع الناس له.

و إنما نقصد أنه لا يفعله؛ لأنه ينافي حكمته، و لا ينسجم و لا يليق بشأنه و ذاته تعالى شأنه.

و بعد كل ما تقدم، فإن اختيار اللّه لبعض عباده، و إظهار المعجزة على يده، يكشف لنا عن أكمليته و عن عصمته، إذ لا يعقل أن يختار اللّه لقيادة الأمة و هدايتها من تصدر منه الذنوب و المعاصي، حسبما أشرنا إليه.

أفضل الخلق محمد صلّى اللّه عليه و آله:

و مما قدمناه نستطيع أن نفهم لماذا كان نبينا «صلوات اللّه و سلامه عليه» أفضل الخلق أجمعين، حتى الأنبياء و المرسلين؛ فإنه، و إن كان الكل معصومين عن الذنوب، و كلهم كان يدرك آثار الذنوب و عواقبها و آثارها، و لهم معرفة و اطلاع على جلال و عظمة و ملكوت اللّه تعالى أكثر من غيرهم، و لكن نبينا الأكرم «صلى اللّه عليه و آله» كان أكثر عمقا و أصالة في إدراكه

نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 6  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست