responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 6  صفحه : 131

التوضيح و التطبيق:

إن الأنبياء، ثم الأئمة «عليهم السلام» ، بسبب التوفيقات و العنايات الإلهية و فوق كل ذلك بسبب الوحي و الاتصال بالسماء، و بسبب أنهم إنما انتقلوا من الأصلاب الشامخة إلى الأرحام المطهرة، فلم يرثوا إلا الصفات الحميدة و الكمالات الفريدة. نعم بسبب ذلك صاروا هم القمة في سعة إدراكهم لآثار و مناحي السلوك الإنساني، و القمة أيضا في إدراك الواقع الذي يواجهونه، و ما يترتب عليه من آثار و نتائج، إن سلبا و إن إيجابا على المدى البعيد و القريب على حد سواء، إدراكا حقيقيا لا يقبل الشك و لا الترديد.

و هم القمة في الملكات و القوى الفكرية و النفسية الفاضلة، و هم أحكم الناس حكمة، و أعقلهم عقلا، و أشجعهم شجاعة، و أكمل الخلق، و أفضلهم في كل الصفات الكريمة، و الأخلاق النبيلة العالية، و لأنهم أيضا لا يمكن أن يشذوا عن مقتضيات الفطرة، و سنن الجبلة الإنسانية. و حين يكون عقلهم من القوة بحيث لا تستطيع سائر القوى الباطنية من الشهوات و الغرائز أن تخدعه، و تسيطر عليه، بل هو الأقوى دائما، و هو الذي يتحكم بها، و ينظمها، و يسيرها، و يهيمن عليها.

فإذا كان الأنبياء و الأئمة «عليهم السلام» كذلك، فإنهم-و لا شك- سوف يكونون معصومين بحسب فطرتهم و جبلتهم عن الإقدام على أي ذنب أو عمل مشين، كما لا يقدم الطفل على النار، و العقلاء على تناول السم، و على أي شيء يرونه مضرا بشخصيتهم، و بوجودهم، و بمصيرهم، و مستقبلهم.

فكمال العقل إدراكه لما يضر و ينفع، و للحسن و القبح، و معرفته باللّه

نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 6  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست