responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 6  صفحه : 13

ثم إنه تعالى قد أمر الناس بالصلاة و التسليم على رسوله الأكرم «صلى اللّه عليه و آله» و ليس ذلك إلا لأجل أنه تعالى يريد أن يستفيد من ذلك في خدمة الدين و الإنسان و الإنسانية.

أضف إلى ما تقدم: أن هذا الإعطاء ليس بلا حدود و لا قيود، بحيث يوجب أن تتكدس الأموال عند طائفة معينة، مع حاجة الآخرين إليها. فلا يعطى لكل إلا بمقدار مؤونة سنته، و ما يرفع حاجته، كما في الروايات و الفتاوى. كما أن أمر سهم الإمام بيد الإمام أو المجتهد، و كذا سهم السادة على بعض الفتاوى.

أما بالنسبة إلى الزكاة فليس الأمر كذلك، إذ يمكن إعطاء مبالغ ضخمة منها لمستحقها، بحيث ينتقلون من الفقر إلى الغنى دفعة واحدة.

و من جهة ثانية، فإن الخمس-إلى جانب أمور أخرى-قد ساهم مساهمة فعالة في حفظ الدين على مدى التاريخ، فهو الذي حفظ ارتباط الناس بالمرجعية الدينية، و ساهم في بعث الثقة المتبادلة فيما بينهم و بينها، و ساعد الناس على التغلب على آثار إهمال، و اضطهاد الحكام لهم، و سد الكثير من حاجاتهم، و ساهم في إنشاء المؤسسات التي تخدم المجتمع، و ترفع من مستواه روحيا، و ماديا و فكريا، و جعل بإمكان القيادة الدينية، و كذلك القاعدة الشعبية: أن تعيش حرة في تفكيرها، و في مواقفها، من دون ارتباط بالحاكم الجائر، أو خضوع له، و لم يعد بإمكانه أن يمارس ضدهم أي ضغط يرونه في غير صالح الدين، و لا أن يستعملهم أداة لتحقيق مآربه، و الوصول إلى غاياته. فهم لا يستمدون مكانتهم و اعتبارهم، و لا لقمة عيشهم منه، و لا يفرض عليهم أي ارتباط به، إلا في حدود الروابط العقيدية و الدينية.

نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 6  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست