responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 28  صفحه : 124

و البخلاء أنهم أسخياء.

تأجيل هدم الطاغية:

و من السخف الظاهر، و التفاهة الفاضحة أن يطلب وفد ثقيف من رسول اللّه «صلى اللّه عليه و آله» أن يدع لهم «اللات» و لا يهدمها ثلاث سنين، فلم يقبل منهم، حتى طلبوا منه شهرا، فأبى عليهم أن يدعها لهم شيئا مسمى. .

فإنه إذا كان لابد من هدمها، بعد ثلاث سنوات، أو أقل أو أكثر، فذلك يعني أنها لا تملك لنفسها نفعا و لا ضرا، فضلا عن أن يكون لها أي تأثير بالنسبة لغيرها، فهي إذن فاقدة لما تستحق به العبادة و لو لحظة واحدة. فما معنى أن يتعلقوا بها إلى هذا الحد. . و ما الفرق بين اللحظة و بين الألف عام؟ !

و من جهة أخرى: فإنه «صلى اللّه عليه و آله» لا يمكن أن يرضى بإبقائها إلا إذا رضي بأن تعبد و لو لحظة واحدة، فإذا كانت أهلا للعبادة في تلك المدة أو اللحظة، فلا يصح هدمها بعد ذلك أيضا، لأن حالها لم تختلف، و أهليتها لا تزال محفوظة، فإن منعت من هدمها و جوزت عبادتها لحظة، فهي تمنع من ذلك، و تجوز عبادتها في اللحظة التي بعدها و هكذا إلى ما لا نهاية.

و قد زعموا: أن هدفهم من تأخير هدم اللات هو: أن لا يستثار سفهاؤهم، و نساؤهم و ذرياتهم، و لا يروعوا قومهم بهدمها، حتى يدخلوا الإسلام.

غير أن من البديهي: أن إبقاء رمز الكفر من شأنه أن يبقي الإرتباط القلبي قائما بين أولئك الضعفاء و السفهاء، و يبين ذلك الرمز. . و يتبلور نتيجة لذلك شعور بإمكان التعايش و الإنسجام و المصالحة بين حالتي

نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 28  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست