نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 28 صفحه : 125
الشرك و التوحيد، و الظلمة و النور، و الحق و الباطل، و سيزيد ذلك من صعوبة اقتلاع آثار الشرك و طرد الباطل من العقول و النفوس.
و ذلك من شأنه أن يفسد الفطرة، و يربك و يبطئ حركة العقل، و يعمّي على كثير من الناس سبل الهداية. فلأجل هذا و ذاك أصر «صلى اللّه عليه و آله» على هدم الأصنام و أن لا يبقيها و لو لحظة واحدة.
لا يكسرون أصنامهم بأيديهم:
ثم إنهم قد طلبوا منه «صلى اللّه عليه و آله» أن يعفيهم من كسر أصنامهم بأيديهم، لا لأجل أن ذلك يمثل إذلالا لهم، و إنما لأنهم كانوا يخشون أن يصيبهم بسبب ذلك بعض المصائب. .
و قد كان إعفاؤهم من ذلك هو القرار الحكيم و الصائب، إذ لو أصر عليهم بمباشرة هدمها، فإن أي شيء يعرض لهم بعد ذلك و لو كان صداعا في الرأس أو شوكة تصيب رجل أحدهم سوف يعتبرونه من آثار هدمها، و بالتالي فإن ذلك سوف يكرس مكانتها في نفوسهم، و سيعكر ذلك صفاء توحيدهم، و يخدش في صحة إيمانهم. .
نظرة في كتاب ثقيف:
و بعد. . إننا إذا ألقينا نظرة فاحصة على مضمون الكتاب الذي كتبه لهم فسنجد: أنه قد أطال في التفاصيل و لكنه لم يزد على أمور معلومة الحكم، ظاهرة لكل أحد، و لا مجال فيها للمناقشة، و لا سبيل للأخذ و الرد فيها من أي كان.
أي أنه لم يزد على المسلمات الشرعية، و البديهيات العقلية، و الأمور الوجدانية شيئا، فهو ينص على منعهم من الظلم و السرقة و الإساءة، و يحرم عليهم الربا،
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 28 صفحه : 125