نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 413
و قال قوم من المنتسبين إلى هذا
[1] العلم [2]:
إن الفلك لأنه مستدير فيجب أن يستدير على شيء ثابت في حشوه
[3]، فيلزم محاكته [4] له التسخن حتى يستحيل [5] نارا، و ما يبعد عنه [6] يبقى [7]
ساكنا، فيصير إلى التبرد [8]
و التكثف حتى يصير أرضا، و ما يلي النار منه يكون حارا، و لكنه أقل حرارة [9] من النار، و ما يلي الأرض منه يكون
كثيفا، و لكنه [10] أقل تكثفا
[11] من الأرض. و قلة الحر [12] و قلة التكثف [13] يوجبان الترطيب، فإن اليبوسة إما من الحر
[14]، و إما من البرد، لكن [15] الرطب الذي يلي الأرض هو أبرد، و الذي يلي النار هو أشد حرارة [16]، فهذا سبب كون العناصر، فهذا هو ما [17] قد قالوا
[18] و ليس مما [19]
يمكن أن يصحح بالكلام القياسي، و لا هو بسديد عند التفتيش، و يشبه أن يكون الأمر
على قانون آخر، و أن تكون هذه المادة التي تحدث بالشركة يفيض إليها من الأجرام
السماوية، إما عن أربعة أجرام، و إما عن عدة منحصرة في أربع
[20] جمل، عن كل واحد منها [21] ما يتهيأ [22]
لصورة جسم بسيط. فإذا استعد نال [23] الصورة [24]
من واهب الصور، أو يكون ذلك كله يفيض عن جرم واحد، و أن يكون هناك سبب يوجب
انقساما من الأسباب الخفية علينا، فإنك إن أردت أن تعرف ضعف ما قالوه، فتأمل أنهم
يوجبون أن يكون الوجود أولا للجسم، و ليس له في نفسه إحدى الصور المقومة [25] غير الصورة
[26] الجسمية، و إنما [27] يكتسب سائر الصور بالحركة و السكون ثانيا، و بينا نحن قبل هذا [28] استحالة هذا، و بينا أن الجسم لا
يستكمل له وجود بمجرد الصورة [29] الجسمية، ما لم تقترن بها [30] صورة [31]
أخرى، و ليست صورته [32]
المقيمة للهيولى الأبعاد فقط، فإن الأبعاد تتبع في وجودها صورا أخرى تسبق الأبعاد.
و إن شئت فتأمل حال التخلخل من الحرارة، و التكاثف من البرودة، بل الجسم لا يصير
جسما [33] حتى يصير بحيث يتبع غيره في الحركة،