نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 3 صفحه : 211
وأمّا احتمال
التصويب فممنوعٌ ؛ لأنّه ليس ممّن يرضى بالتصويب لحكمه بتخطئة المخطئ ، وكذا ما
قالوه من احتمال التوقّف والتمهّل وخوف الفتنة بالإنكار ، إذ لا يجوز عليه التوقّف
لسعة علمه ؛ لأنّه حجّة الله ولا يكون حجّة حتى يعلم ما يحتاج إليه الرعيّة ممّا
كان أو يكون ، ولأنّ التوقّف والتمهّل إنّما ينشأ من تعدّد الأدلّة ودليله واحدٌ ،
بل هو حكمٌ عدلٌ وقولٌ فصلٌ ، ولأنّ التمهّل في النظر مرتبة أهل الاستنباط ، وليس عليهالسلام منهم.
فإنْ
قلت : كلامك هذا
يخالف ما سبق في المسألة الاولى من تفسير قوله تعالى ( لَعَلِمَهُ الَّذِينَ
يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ )[١] بأهل البيت عليهمالسلام.
قلت
: المراد
بالاستنباط هنا هو ما يتوقّف على النظر وترتيب المقدّمات الاصطلاحيّة ، وهم عليهمالسلام منزَّهون عن ذلك ؛ إذ علمهم لا يحتاج إلى هذا ، إذ هو
بتعليم الله ووراثة من جدِّهم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والمراد باستنباطهم عليهمالسلام هو مجرّد أخذ الحكم من الكتاب العزيز ، وهو المراد به
هناك ، فلا منافاة بين الكلامين بغير شكّ ولا مين.
هذا ، ولا مانع
مع وجود المقتضي من الإنكار بنفسه أو بواسطة كتابة أو إلهام وتقرير ، وتقرير المعصوم
وقوله وفعله سواء ، إلّا أنْ تثبتوا له عليهالسلام عدم العلم أو القول بالتصويب أو التوقّف والتمهّل
والإخلال بالحسبة ، وهو ممنوعٌ. فإذا لم يحصل الصارف علم أنّه عليهالسلام قد أقرّهم عليه فصار إجماعاً ، وإذ ثبت كونه إجماعاً
وانضمّ المعصوم إليه ثبتت حجّيّته.
لا
يقال : من أين نعلم
سكوت الباقين أو سكوت الإمام بعينه؟ ولعلّ الإنكار وقع ولم نعثر عليه لتبدّد
العلماء وتعدّد الأقطار ، وقلتم : إنّ مجرّد وجود المخالف مبطلٌ له لكونه عدم علم
الخلاف لا الوفاق كسائر الإجماعات ، وإذا فرض وجود المخالف جاز كونه الإمام أو
واسطته.
فإنْ
قلتم : يحتمل بطلان
قول القائل ولم يكن قائل بخلافه ، لم يصدق قوله صلىاللهعليهوآله : « لا