نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 1 صفحه : 41
فهناك قطن فيها
وسكن ، وهمى غيثُ جوده وهتن ، وقصدته الخلق لأجوبة المسائل ، وتحقيق الحقائق
وتنقيح الدلائل ، وصار كعبةً تُشدُّ إليها الرواحل. واشتغل بالتصنيف والتدريس ،
وحضر عنده من طلبة العلم والأدب ، من العجم والعرب جمعٌ كثير. وقد عرض بعض
مصنَّفاته ، التي كتبها قبل رواحة للنَّجف الأشرف على علماء ذلك النادي المشرَّف ،
فاستحسنوها ، وأقروا له بالفضيلة.
وقد أعرضَ طاب
ثراه عن طلب الإجازات من علماء النجف الأشرف وغيرهم ؛ تورُّعاً وتوقُّفاً عمّا
ربّما يُتوهَّم أن ذلك لأغراضٍ دنيويةٍ ؛ فلهذا أعرض عنها بالكليّة.
نعم ، لمّا
صنّفَ كتاب ( زاد المجتهدين في شرح بلغة المحدثين ) في علم الرجال ، اضطرّ إلى أخذ
إجازة ؛ ليذكر سلسلته هناك ، كما هو مقرَّرٌ عند علماء ذلك الفن ، فاستجاز من بعض
السادة العلماء الكبار ، فأجازه إجازةً عامة.
فأقام بالبحرين
مقدار سنتين ، ثم سافر للعتبات العالية بقصد الزيارة مع الأولاد والعيال.
نزوله في القطيف
فلمّا وصل إلى
القطيف ، وكانت على الطريق ، ومعه زوارٌ منها ، سمع بورود محمد بن خليفة حاكم
البحرين هناك وهو يريد الرَّواح للبحرين ليَأْخُذَها من يد أخيه علي بن خليفة
عنوةً. واجتمع معه عدَّةٌ من الأعراب ، فخاف قدسسره من رواحة إليها ، ومصادفته ما يقع فيها ؛ فاستخار الله
تعالى على النزول في القطيف حتى تنكشف حقيقة الحال ، فخرجت الخيرة على نزوله
القطيف أمراً ، وعلى رواحة البحرين نهياً.
وكان معه
جماعةٌ من أهل البحرين زوّار فألحّوا عليه ، والتمسوا منه أن يمضي معهم ، فتعذَّر
منهم بسبب الخيرة ، ووقوعِ هذا الخبر الموجب للتوقف والحيرة ، فنزل في القطيف. ثم
بعد يومين من نزوله فيها ، وقعت الواقعة العظيمة الكبرى في البحرين ، فسلَّمه الله
تعالى ومَنْ معه منها ومن كل شين ، وتلفت له فيها كتب كثيرة
نام کتاب : الرسائل الأحمديّة نویسنده : الشيخ أحمد آل طعّان جلد : 1 صفحه : 41