الحجر في البيت ، قد
باءت بالفشل ، إذ هدم عبدالملك بن مروان ما بناه ابن الزبير وأخرج الحجر من
البيت ليعيده إلى ما كان عليه في عهد من لم يتمكن الإسلام يوماً في قلوب
أكثرهم [١].
هل الحديث من صغريات قانون التزاحم ؟
قد يقال : إنّ هذا الحديث ونظائره
الاُخرى لا علاقة لها بالتقيّة ، وإنّما هي من صغريات قانون التزاحم وتقديم الأهم على المهم ، أو دفع الأفسد بالفاسد !
والجواب :
إنّها كذلك ولكن لا يمنع من أن تصب بعض موارد التزاحم في التقيّة ومنها هذا
المورد ، إذ كما يحصل التزاحم بين أمرين بلا اكراه كمن دخل في صلاته وشاهد
غريقاً في أنفاسه الأخيرة ، فالواجب حينئذ هو قطع الصلاة وانقاذ الغريق
أخذاً بقانون تقديم الأهم على المهم ، فقد يحصل بالاكراه أيضاً كما لو
أُكرِه شخص على قتل آخر أو سلب أمواله وإلّا قتل ، فالواجب هنا أن يتقي
بسلب الأموال أخذاً بقانون دفع الأفسد بالفاسد ، وحينئذ يتحقق التزاحم
والتقيّة في آن واحد.
ومن مراجعة أمثلة التزاحم في كتب
الاُصول [٢] يعلم امكان دخول الكثير
منها في دائرة التقيّة ، على ان السيد السبزواري قال عن التقيّة : (إنّها
ترجع إلى القاعدة العقلية التي قررتها الشرائع السماوية ، وهي تقديم الأهم
على المهم ، فتكون التقيّة من القواعد العقلية الشرعية) [٣].
[١]
راجع : مسند أحمد ٧ : ٣٦٠ / ٢٥٦٢٠ تجد التصريح بذلك في ذيل الحديث.