الحديث
الثاني : تقية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من فاحش :
أخرج البخاري من طريق قتيبة بن سعيد ، عن
عروة بن الزبير ، أن عائشة أخبرته أن رجلاً استأذن في الدخول إلى منزل النبي فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم
: «
إئذنوا له فبئس ابن العشيرة ، أو بئس أخو العشيرة
، فلما دخل ألان له الكلام ، فقلت له : يا رسول الله ! قلت ما قلت ثم ألِنتَ له في القول ؟ فقال : أي
عائشة ، إنّ شرَّ الناس منزلة عند الله من تركه أو وَدَعَهُ الناس اتقاء فحشه »[١].
ونظير هذا الحديث ما أخرجه الطبراني من
حديث ابن بريدة ، عن أبيه ، قال : (كنّا عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
فأقبل رجل من قريش ، فأدناه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وقرّبه ، فلمّا قام ، قال : « يا بريدة أتعرف هذا »
؟
قلتُ : نعم ، هذا أوسط قريش حسباً ، وأكثرهم
مالاً ؛ ثلاثاً ، فقلت : يا رسول الله أنبأتك بعلمي فيه ، فأنت أعلم.
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم
: «
هذا ممن لايقيم الله له يوم القيامة وزناً »[٢].
وهذان الحديثان يكشفان عن صحة ما سيأتي
في تقسيم التقيّة ، وأنها غير منحصرة بكتمان الحق وإظهار خلافه خوفاً على النفس من اللائمة
سورة
آل عمران.
[١]
صحيح البخاري ٨ : ٣٨ كتاب الأدب ، باب المداراة مع الناس. وسنن أبي داود ٤ :
٢٥١ / ٤٧٩١ و ٤٧٩٢ و ٤٧٩٣. وسنن الترمذي ٤ : ٣٥٩ / ١٩٩٦ باب ٥٩ وقال (هذا
حديث حسن صحيح). ومسند أحمد ٧ : ٥٩ / ٢٣٨٥٦ ، والطبعة الاُولى ٦ : ٣٨.
واُنظر : اُصول
الكافي ٢ : ٢٤٥ / ١ كتاب الايمان والكفر ، باب من يتقى شرّه.