هذا وقد أخرج أحمد في
مسنده حديث عائشة بألفاظ متقاربة عن غير من ذكرناه.
فقد أورده من رواية عبدالله بن الزبير
بطريقين ، وعبدالله بن أبي ربيعة ، والحرث بن عبدالله ، كلهم ، عن عائشة [١].
وقد أخرج الحاكم حديث ابن الزبير ، عن
عائشة بلفظ آخر مستدركاً به على البخاري ومسلم ، ثم قال : (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه هكذا) [٢].
كما أخرج أبو داود بسنده عن علقمة ، عن
أمه ، عن عائشة ، ما يؤكد ان قريشاً أخرجوا الحجر من البيت حين بنوا الكعبة [٣].
ومن كل ما تقدم يعلم أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
كان يتقي قومه في عدم رد الحِجْر إلى قواعد إبراهيم عليهالسلام
مخافة أن تنفر قلوبهم ، لحداثة عهدهم بالكفر وقربهم من شرك الجاهلية ، وعلى
حد تعبير العلّامة السندي في حاشيته على سنن النسائي : (إنّ الإسلام لم
يتمكن في قلوبهم ، فلو هُدّمت لربما نفروا منه !!) [٤].
ولهذا نجد محاولة ابن الزبير في تهديم
الكعبة وإعادة بنائها وإدخال
[١]
اُنظر : رواية ابن الزبير في مسند أحمد ٧ : ٢٥٧ / ٢٤٩٣٥ و ٢٤٩٣٨ والطبعة
الاُولى ٦
: ١٧٩ و ١٨٠. ورواية ابن أبي ربيعة فيه ٧ : ٣٦٠ / ٢٥٦٢٠ والطبعة الأولى ٦ :
٢٥٣. ورواية الحرث فيه أيضا ٧ : ٣٧٣ / ٢٥٧٢٤ والطبعة الأولى ٦ : ٢٦٢.
[٢]
مستدرك الحاكم ١ : ٤٧٩ ـ ٤٨٠ ، دار الفكر ، بيروت / ١٣٩٨ هـ.
[٣]
سنن أبي داود ٢ : ٢٢١ / ٢٠٢٨ ، كتاب المناسك باب في الحجر ، دار الجيل ، بيروت / ١٤١٢ه.
[٤]
حاشية العلّامة السندي مطبوع بهامش سنن النسائي ٥ : ٢١٤ طبع دار الجيل ، بيروت.