الوضع يكون الموضوع
له كالوضع خاصاً ، وإن جرّد عن الخصوصية يكون الوضع عامّاً ويرجع إلى القسم الثالث.
[١]
وحاصل كلامه : انّ الخاص لتقيده بقيود
وخصوصيات لا يحكي إلاّ عن الموجود المشخص ، فكيف يمكن أن يكون مرآة للمعنى
المتعرّي عن الخصوصيات؟! ولو جرّد الملحوظ عن الخصوصية يصبح حينئذ كليّاً ويصير من
قبيل القسم الثالث ، لأنّ الملحوظ يكون عاماً وإن كان الموضوع له خاصاً ، هذا.
لكن لفيفاً من المحقّقين حاولوا تصحيح
هذا القسم بالأمثلة التالية :
أ : إذا لاحظ الواضع فرداً خارجياً من
نوع كزيد ، وهو يعلم أنّ بينه وبين سائر الأفراد جامعاً كليّاً ، فيضع اللفظ
للجامع بينه وبين سائر الأفراد ، فالملحوظ خاص أعني زيداً ، لكن الموضوع له الجامع
بين هذا الفرد وسائر الأفراد.
ب : ما ذكره شيخ مشايخنا العلاّمة
الحائري : إذا تصور شخصاً جزئياً خارجيّاً من دون أن يعلم تفصيلاً بالقدر المشترك
بينه وبين سائر الأفراد ، ولكنّه يعلم إجمالاً باشتماله على جامع مشترك بينه وبين
باقي الأفراد مثله ، كما إذا رأى جسماً من بعيد ولم يعلم أنّه حيوان أو جماد ،
فوضع لفظاً بازاء ما هو متحد مع هذا الشخص في الواقع ( أي على الجامع بينه وبين
غيره ) فالموضوع له لوحظ إجمالاً وبالوجه ، وليس الوجه عند هذا الشخص إلاّ الجزئي
، لأنّ المفروض أنّ الجامع ليس متعقلاً عنده إلاّ بعنوان ما هو متّحد مع هذا
الشخص. [٢]
ج : الكمّ المعروف بالمتر الذي هو وحدة
قياس الطول ومقداره ١٠٠ سانتيمتر ، فالمخترع وضع لفظ المتر على الوحدة القياسية
التي اخترعها وعلى كلّ