قُرآنَ
الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً)[١]
« الدلوك » بمعنى الزوال ، ولفظة « اللام » في قوله « لدلوك » بمعنى « عند » أي
أقم الصلاة عند دلوك الشمس ، فلو قلنا بأنّ غسق الليل هو وسط الليل فالآية متضمنة
لأوقات الصلوات الخمسة ، فتدلّ على أوقات الأربعة قوله : (أَقِمِ الصَّلوة ... إلى غسق الليل) ، وعلى وقت
صلاة الفجر قوله : (وَقرآنَ
الفَجْر)
ولو قلنا إنّ المراد من غسق الليل هو ابتداء الليل ، فتدلّ على أوقات الفرائض
الثلاثة : الظهر والعصر والفجر.
وعلى كلّ حال فالقيد في الآية ، أعني
قوله : (لِدُلُوكِ الشَّمْس) إمّا إلى
قوله : (أَقِم) كما عليه
المشهور أو إلى (الصَّلوة) كما عليه
الشيخ الأنصاري ، ولنستوضح المقام بمثال آخر.
إذا قال القائل : أكرم زيداً إن سلّم ،
فالتسليم إمّا قيد للوجوب المستفاد من هيئة أكرم ، أو قيد للإكرام الحامل للهيئة.
فعلى الأوّل : يكون المعنى يجب إن سلّم
على وجه لولا التسليم لا وجوب.
وعلى الثاني يكون المعنى يجب إكرام زيد
إكراماً مقيداً بتسليمه ، فالوجوب على إطلاقه وإن كان الإكرام مقيّداً بالتسليم.
وبعبارة أُخرى : الوجوب حالي وإن كان
ظرف العمل استقبالياً.
تحليل واقع القيود
ثبوتاً
وقبل أن ندرس أدلّة الطرفين نحلل واقع
القيود ثبوتاً ، فانّ القيود حسب الواقع على قسمين :