وأورد عليه المحقّق الخراساني بأنّه لا
علقة بين المسألتين سواء أُريد من المرّة والتكرار ، الدفعة والدفعات ، أو أُريد
منهما ، الفرد والافراد.
وذلك لأنّه إنّما يصحّ جعل هذه المسألة
ذيلاً لمسألة تعلّق الأمر بالطبائع أو الأفراد ، إذا أُريد من الطبيعة في عنوان
المسألة الثانية : تعلّق الأمر بالطبائع أو الأفراد ، الطبيعة بما هي هي ، فبما
انّه لا يتصوّر في الطبيعة بهذا المعنى ، الفرد والأفراد ، فتصبح دلالة الأمر على
الفرد والأفراد ، ذيلاً للشق الثاني من تلك المسألة ويقال : فعلى القول بتعلّقها
بالفرد ، فهل يتعلّق بفرد واحد ، أو أفراد؟
ولكن تفسير الطبيعة بالمعنى المذكور في
عنوان المسألة الثانية ، خاطئ جداً ، لأنّها بما هي هي ليست محبوبة ولا مبغوضة ،
فكيف يتعلّق بها الأمر؟ بل المراد منها في عنوان المسألة الوجود السعي بلا لحاظ
المشخصات ، وعندئذ وقع النزاع في أنّ متعلّق الأمر ، هل وجود الطبيعة بوجودها
السعي من دون أن يكون للمشخصات دور في المطلوب أو انّ متعلقها وجود الطبيعة مع
مشخّصاتها الفرديّة ، مثلاً إذا قال : اسقني بالماء فجاء بالماء في إناء بلّور ،
فهل المتعلق إحضار الماء بوجوده السعي ، سواء أكان في إناء بلور أو نحاس أو غيره
من دون نظر إلى تلك الخصوصيات ، أو أنّ المتعلّق هو تلك المشخصات مضافاً إلى وجود
الطبيعة.
فإذا كان هذا معنى النزاع في تعلّق
الأمر بالطبيعة أو الفرد ، يصحّ النزاع في أنّ الأمر يدل على المرّة والتكرار
بمعنى الفرد والافراد على كلا القولين ، وأمّا على القول الأوّل أي تعلقه بالطبيعة
بمعنى الوجود السعي ، فيقع النزاع في دلالة الأمر على الوجود الواحد لها أو
الوجودات الكثيرة ، وأمّا على القول الثاني فواضح لا يحتاج إلى بيان.
فاتضح أنّ البحث عن المرّة والتكرار
سواء فسّرنا بالدفعة أو الدفعات أو