يلاحظ
عليه : أنّ عدم دلالة المصدر ، يكشف عن عدم
دلالة مادة المشتقات على أحدهما ، لاشتراك المصدر مع سائر المشتقات في مادتها ،
فإذا كان المصدر مادة وهيئة غير دالّ إلاّ على نفس الطبيعة فينتج أنّ مادة
المشتقات مطلقاً ـ في أي واحد منها ـ لا تدل على أحدهما لوجود مادتها في المصدر
بلا تغيير.
الثالث : الفرق بين
الدفعة والمرة و ...
الفرق بين الدفعة والدفعات والمرّة
والتكرار ، هو أنّ الملاك في الدفعة والدفعات ، هو وحدة الحركة وتعددها ، ولكن
الملاك في الثاني ، هو وحدة المصداق للطبيعة وكثرته.
وعلى ضوء ذلك ربّما يجتمع الدفعة مع
التكرار كما إذا أتى العبد بإناءين مملوءين من الماء فقد امتثل دفعة ، ولكن بفردين
مكررين ، وعلى كلّ تقدير فكلّ من المعنيين قابل لأن يقع محلّ النزاع.
وتظهر الثمرة فيما لو قلنا بدلالته على
المرّة بمعنى الدفعة ، إذ يكون الإتيان بفردين دفعة ، مجزياً وواقعاً ، تحت الأمر
بخلاف ما لو فُسرت بالفرد ، فيضرّ تعدد الفرد وإن كانت الحركة واحدة.
ثمّ إنّ صاحب الفصول أصرّ على أنّ
المراد من المرّة والتكرار هو الدفعة والدفعات لا الفرد والأفراد ، قائلاً بأنّه
لو كان المراد ، هو الفرد والأفراد ، لكان الأنسب جعله ذيلاً للبحث الآتي في تعلّق
الأمر بالطبيعة أو الفرد ، فلو قلنا بالثاني ، يلزم أن يبحث بأنّ المدلول هل هو
الفرد الواحد أو الأكثر أو لا واحد منهما؟