responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 8  صفحه : 440

لتشجيع المسلمين على عزله ومبايعة الإمام عليه السلام للخلافة.

ثم خرج الإمام من المدينة، شعر عثمان أنّه لا يسع أحد الدفاع عنه سوى علي عليه السلام وينقذه من أيدي الناقمين ولذلك طلب منه الرجوع إلى المدينة، وحين بلغه أنّ المسلمين هتفوا بالبيعة للإمام عليه السلام استولى عليه الخوف، فطلب من الإمام عليه السلام الخروج مرّة أخرى من المدينة، ولما كان حامل الكتاب هذه المرّة ابن عباس، خاطبه الإمام عليه السلام قائل: «يَا ابْنَ عَبَّاس، مَا يُرِيدُ عُثْمَانُ إِلَّا أَنْ يَجْعَلَنِي جَمَلًا نَاضِحاً [1] بِالْغَرْبِ‌ [2]: أَقْبِلْ وَأَدْبِرْ!».

ثم أضاف عليه السلام قائلًا: «بَعَثَ إِلَيَّ أَنْ أَخْرُجَ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ أَنْ أَقْدُمَ، ثُمَّ هُوَ الْانَ يَبْعَثُ إِلَيَّ أَنْ أَخْرُجَ!».

وتشير هذه القضية إلى أنّ ضغوط المسلمين كانت على درجة من الشدّة بحيث ارتبك عثمان وكان كلّ لحظة يتخذ قراراً وقد غفل فوات الأوان وقد انتهى عهد حكمه ولن يقبل المسلمون له عذراً فرأى نفسه مضطراً هنا للتعامل مع علي الذي لا تخفى مكانته عند اللَّه ورسوله والمسلمين.

الطريف أنّ عثمان لم يصدر مثل هذه الأوامر المتناقضة مع أحد آخر، فلم يكن للآخرين مثل ذلك الدور في الوسط الإسلامي فكان حضورهم وغيابهم سيان في التأثير.

ثم أشار عليه السلام في الختام إلى قضية مهمّة في أنّه بذل أقصى جهده في الدفاع عن عثمان؛ الأمر الذي لم يفعله غيره ولا يسعه فعله فقال: «وَاللَّه لَقَدْ دَفَعْتُ عَنْهُ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ آثِماً».

لعل هذه العبارة إشارة إلى أنّ الدفاع أكثر من الحد عمن إرتكب تلك الأفعال نوع من دعم الظلم وهو عمل غير جائز، هذا أفضل تعبير يمكن ذكره للعبارة السابقة


[1]. «ناضح» الجمل الذي يحمل الماء من مادة «نضح» على وزن «نظم» رش الماء.

[2]. «غرب» بمعنى الدلو العظيمة.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 8  صفحه : 440
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست