responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 8  صفحه : 434

لِاهْلِ الْارْضِ مِنَ الْغَرْقِ وَأهْلُ بَيْتي أمانٌ لِامَّتي مِنَ الْاخْتِلافِ فَإذا خالَفَتْها قَبيلَةٌ مِنَ الْعَرَبِ اخْتَلَفُوا فَصاروا حِزبَ إِبْليس» [1].

ثم أشار عليه السلام إلى ثلاث صفات أخرى فقال: «يُخْبِرُكُمْ حِلْمُهُمْ عَنْ عِلْمِهِمْ، وَظَاهِرُهُمْ عَنْ بَاطِنِهِمْ، وَصَمْتُهُمْ عَنْ حِكَمِ مَنْطِقِهِمْ».

تشير العبارة «يُخْبِرُكُمْ حِلْمُهُمْ عَنْ عِلْمِهِمْ» إلى علاقة وثيقة بين العلم والحلم، فالجاهل ليس حليماً وسرعان ما يغضب إزاء الأحداث المختلفة وما يطرح عليه من سؤال؛ أمّا العالم فحليم إزاء ذلك، وكذلك العلاقة بين الظاهر والباطن حيث إنّ حسن الظاهر في الغالب والسلوك والتصرف يدلّ على حسن الباطن، وهكذا علاقة الصمت الذي يكشفه المنطق الحكيم وقد دلّت التجربة على أنّ مَن قلّ كلامه كان أكثر دقّة وصواباً في الكلام كما ورد في الحديث الشريف قالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه و آله: «إذا رَأَيْتُمُ الْمُؤمِنَ صَمُوتاً فَادْنُوا مِنْهُ فَإنّهُ يُلْقِى الْحِكْمَة» [2].

ثم قال في الصفة السادسة والسابعة: «لَا يُخَالِفُونَ الْحَقَّ وَلَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ».

ودليل ذلك واضح، فلهم من جانب مقام العصمة ومن جانب آخر الإحاطة التامة بأحكام اللَّه والوحي والسنّة، ومن كان كذلك فلا ينطلق خلاف الحق ولا يختلف فيه.

جاء في الحديث النبوي المعروف: «عَلِيٌّ مَعَ الْحَقِّ وَالْحَقُّ مَعَهُ وَعَلى لِسانِهِ وَالْحَقُّ يَدُورُ حَيْثُ ما دارَ عَلِيٌّ».

وقرأ بتعيبر آخر في نفس الحديث قال صلى الله عليه و آله: «عَلِيٌّ مَعَ الْحَقِّ وَالْقُرآنِ، وَالْحَقُّ وَالْقُرآنُ مَعَ عَليٍّ وَلَنْ يَفْتَرِقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الْحَوْضَ» [3].

ونعلم أنّ أئمّة العصمة من ولد علي عليه السلام ورثة علمه، ومن هنا فإنّهم لا يحيدون‌


[1]. مستدرك الحاكم، ج 3، ص 149.

[2]. بحار الأنوار، ج 1، ص 154.

[3]. روى المرحوم العلّامة الأميني هذين الحديثين بعبارات متفاوتة لكنها قريبة المعنى من مختلف مصادر العامّة مثل: مناقب الخوارزمي؛ فرائد السمطين للحمويني؛ وربيع الأبرار للزمخشري؛ والإمامة والسياسة لابن قتيبة. (الغدير، ج 3، ص 178 وما بعدها).

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 8  صفحه : 434
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست