responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 8  صفحه : 191

كلّ رأس فكراً وفي كل بدن قوّة وقدرة؛ صغيراً كان أم كبيراً، وعليه فليس لمن كان مقتدراً من حيث الفكر والإدارة والقوة البدنية أن يرى نفسه غنيّاً عن عون أضعف أفراد المجتمع، كما لا ينبغي للأفراد الضعفاء والعاجزين ظاهرياً أن يتصوروا أنّهم ليس لهم دور في إدارة شؤون المجتمع.

روي عن الإمام الرضا عليه السلام أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: «غَريبان: كَلِمَةُ حِكْمَةٍ مِنْ سَفيهٍ فَاقْبَلُوها وَكَلِمَةُ سَفَهٍ مِنْ حَكيم فَاغْفِرُوها فَإِنَّهُ لا حَكيمَ إلّاذُو عَثْرَةٍ وَلا سَفيهَ إلّاذُو تَجْرِبَةٍ» [1].

والتاريخ يحتفظ في ذاكرته بالعديد من مثل هذه الحوادث منها ماورد في المعتصم:

لما خرج ملك الروم، وفعل في بلاد الإسلام ما فعل بلغ الخبر المعتصم فاستعظمه وكبر لديه، وبلغه أنّ امرأةً هاشميّة صاحت وهي اسيرة في أيدى الروم: وامعتصماه، فأجبها وهو جالس على سريره: لبيك لبيك، ونهض من ساعته وصاح في قصره:

النفير النفير، وبلغه أنّ عمورية عين النصرانية وأشرف عندهم من القسطنطنية، فتجهز بما لم يعهد من السلاح وحياض الأدم وغير ذلك، وفرّق عساكر ثلاث فرق، فخربوا البلاد الروم وقتلوا كثيراً وأحرقوا ووصلوا إلى فانورية، ثم اجتمعوا في عمورية وحاصروها ونصبوا عليها المجانيق وكانت في غاية الحصانة.

وقد ذكر الشيخ محيى الدين بن العربي في كتابه المسمى بالمسامرة فتح عمورية فقال: فتحها المعتصم في رمضان سنة ثلاث وعشرين ومائتين، وسبب فتحها أن رجلًا وقف على المعتصم فقال: يا أميرالمؤمنين كنت بعمورية وجارية من أحسن النساء أسيرة قد لطمها علج على وجهها، فنادت: وامعتصماه، فقال العلج: وما يقدر عليه المعتصم يجي‌ء على أبلق ينصرك! وزاد في ضربها، فقال المعتصم: وفي‌


[1]. بحار الأنوار، ج 2، ص 44.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 8  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست