responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 46

فالواقع هو أنّ الإمام عليه السلام قد أشار بالعبارة الاولى‌ إلى‌ ما ورد في القرآن الكريم: «اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها» [1] ويصرح علماء الفلك بان الكرات السماوية منفصلة عن بعضها وأنّ التوازن القائم بين القوةالجاذبة والطاردة هى التي تبقى على كل واحدة في موضعها.

بينما أشارت العبارة الثانية إلى‌ إرتباط أجزاء كل كرة وتماسكها مع بعضها. وعليه فليس هنالك من تضاد بين العبارتين‌

«ونظم بلا تعليق رهوات فرجها، ولاحم صدوع انفراجها».

فالاولى‌ ناظرة للكل والاخرى‌ للأجزاء (ووحدة الضمائر هنا لا تسبب أى اشكال، لأنهما تعودان إلى‌ السموات، أحدهما إلى‌ المجموع والآخر إلى‌ الجزاء) (لابدّ من الدقة والتمعن هنا).

ثم أشار في العبارة الثالثة إلى‌ الرابطة بين الكرات السماوية القرينة لبعضها، فقال عليه السلام:

«ووشج‌ [2] بينها وبين أزواجها»

يمكن أن تكون هذه العبارة إشارة إلى‌ منظومات العالم العلوى المتألف من كرات شبيهة لبعضها إلى‌ جانب النظام الذي كل كرة [3] ثم أشار عليه السلام في العبارة الرابعة إلى‌ طرق هبوط وصعود الملائكة إلى‌ السموات:

«وذلل للهابطين بأمره، والصاعدين بأعمال خلقه، حزونة معراجها» [4].

وهنا يتبادر هذا السؤال: هل الملائكة وجودات مادية ولها صعود وهبوط مادى من وإلى السموات، أم أنّ المراد بهذا الصعود والهبوط هو الصعود والهبوط المعنوي؟ هنالك عدّة أقوال لشرّاح نهج البلاغة بهذا الخصوص.

ظاهر هذه العبارات الواردة في الخطبة وأغلب الروايات والأخبار والآيات القرآنية، أنّ الملائكة وجودات نورية لها بعد جسمي رغم لطافتها التي تحول دون قدرتنا على مشاهدتها،


[1] سورة الرعد/ 2.

[2] «وشج» من مادة «وشج» على وزن نسج أى شبك.

[3] فسّر البعض «الأزواج» هنا بمعنى الأرواح (النفوس الفلكية) وترمز إلى‌ عقيدة بعض الفلاسفة الذين‌يرون لكل فلك روحا مجردة، إلّاأنّ الانصاف هو عدم ثبوت هذه النظرية بدليل واضح، كما لا تدل العبارة المذكور على‌ هذا الأمر.

[4] «حزونة» (ولها معنى المصدر واسم المصدر) بمعنى الصعوبة، وقدوردت في الخطبة بمعنى المشاكل والصعاب.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست