أشار الإمام
عليه السلام في المقطع السابق من هذه الخطبة إلى الكليات في تدبير عالم الخلق
والقوانين التي تسوده، إلى جانب تنوع الموجودات وكثرتها. ويخوض عليه السلام في
هذا الجزء من الخطبة والجزء القادم في جزئيات ذلك. فيتعرض بصورة عميقة بعيدة
المعنى لخلق السموات والملائكة والأرض والعالم السفلى وخلق آدم وما إلى ذلك. فقد
استهل كلامه بادئذى بدء بخلق السموات فقال عليه السلام:
[1] «رهوات» جمع «رهوة»، قال بعض أرباب اللغة
(كتاب العين) تعنى المرتفع فوق الجبال، بينما فسرهاأغلب أرباب اللغة على انها من
مادة «رهو» على وزن سهو بمعنى المكان الخالى والمفتوح. والانسب أن يكون معناها في
الخطبة النقاط المفتوحة. وأخير اعتبرها البعض من الأضداد؛ أي تعني المكان المرتفع
والمنخضض أيضاً.
[2] «لاحم» من مادة «لحم» بمعنى ملأ فراغ الشي،
مايصطلح عليه باللحيم، ولعل أصلها اللحم الذي يملأ الفاصلة بين العظام.