responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 44

الاستغراق في ذات اللَّه، من الاصول الأساسية في الأبحاث ذات الصلة بمعرفة اللَّه. وذلك لأنّ الأول يقود الإنسان إلى‌ الإيمان والتوحيد؛ التوحيد المفعم بالعشق والحب والاخلاص، بينما يسوقه الثاني إلى‌ الشرك والتشبيه. أمّا سائر الأدلة والبراهين في معرفة اللَّه من قبيل برهان الوجوب والإمكان والغنى والفقر التي تدور حول محور الدور والتسلسل، فهى دلائل جافة توصل إلى‌ المعرفة إلّاأنّها لا تختزن أي حب أو عشق وإخلاص. والحال لم يقم نظام الخلق سوى على هذه المفردات. فقد جاء في الحديث القدسي:

«كنت كنزاً مخفياً فأجببت أن أعرف، فخلقت الخلق لكي أعرف»

. فاذا فكرنا بعظمة السموات والكواكب التي تربو على الملايين في مجرتنا فقط والحال يقول العلماء بوجود ملياردات المجرات في هذا العالم. وإذا أمعنا النظر في العالم المذهل لخلايا جسم الإنسان والذي تمتاز كل خلية فيه بان بنيتها قد تنطوى عليه مدينة صناعية من الخفايا والأسرار. وعندما نتامل التنوع العجيب للنباتات والحيوانات، وأنّ هناك الملايين من أنواع النباتات والحيوانات التي تعيش في أعماق الغابات والبحار والتي لم يراها أو يتوصل اليها الإنسان لحد الآن، ونقر بأنّ هذه الموجودات العجيبة إنّما تستمد حياتها من موجودين بسيطين هما الماء والتراب. وأخيراً حين نتدبر روعة الورود والأزهار ولطافة الأوراق ودقة نظام الدورة الدموية. وعمل الاوردة والشرايين المخ والدماغ وايعازات الأعصاب، ثم نلتفت إلى‌ أنّ كل هذا ليس إلّاجانباً من عجائب عالم الخلقة، لانملك سوى‌ الالتحاق بقافلة هذا العالم ومشاركتها التسبيح والتقديس والحركة نحو اللَّه، ونحن نردد ما يردده الملأ الأعلى‌ «سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا» [1] و «رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا» [2] وقلوبنا مقعمة بحب اللَّه والإيمان به والخشوع له والتواضع أمام عظمته وجبروته.

وعبارات الإمام عليه السلام المارة الذكر إشارة عميقة إلى‌ هذه الحقائق.


[1] سورة البقرة/ 32.

[2] سورة آل عمران/ 191.

نام کتاب : نفحات الولاية نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 4  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست